للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن ابن عامر [٢٢٨/ أ] أفعيينا مشددة قال أبو عمرو والتشديد هاهنا اتّساع ومجاز وهو عبارة عن إثبات الياء الساكنة بعد الياء المتحركة وليس بالتشديد المتعارف الذي حقيقته إدخال حرف ساكن في حرف آخر متحرك ورفع اللسان بهما رفعة واحدة «١»، إذ ذلك هاهنا لا يجوز بوجه، ومما يدلّ على أن معناه ما قلناه ما حدّثناه محمد ابن علي نا ابن مجاهد نا ابن مخلد عن البزّي «٢» عن أصحابه عن ابن كثير الياء مشددة يريد بياء بعد الهمزة فعبّر بالتشديد عن إثباتها.

وقال الخزاعي عن أصحابه عن ابن كثير إن الله لا يستحيي [البقرة: ٢٦] مثقلة بياءين، وما ووري «٣» مشددة بواوين فعبّر عن إثبات التاء والواو بالتثقيل والتشديد، وحدّثنا الخاقاني نا أحمد بن محمد ح، وحدّثنا أبو الفتح نا أحمد بن محمد قالا: نا محمد الباهلي «٤» نا أبو عمر عن إسماعيل عن نافع وأبي جعفر وقتيبة ولا تلوون [آل عمران: ١٥٣] يقاتلون مشدد عنهم يريد بالتشديد إثبات الواو الساكنة التي بعد الواو المضمومة، فعبّر به عن ذلك وجعله دلالة على إثبات تلك الواو كما عبّر به فيما تقدم، وجعل دلالة على إثبات الياء، وقد يعبّر به أيضا عن إثبات الألف ويجعل دلالة على ذلك.

حدّثنا خلف بن إبراهيم قال: نا أحمد بن أسامة قال: نا أبي، ح وحدّثنا فارس بن أحمد نا جعفر بن أحمد نا محمد بن الربيع قالا: نا يونس «٥» عن ورش عن نافع أنا أحيي [البقرة: ٢٥٨] بالتشديد لها والوقف عليها يعني بالتشديد للألف التي بعد النون يريد إثباتها في الوصل والوقف، فعبّر عن ذلك بالتشديد كما عبّر من تقدّم ذكره عن إثبات الياء والواو سواء، وقد يراد به أيضا تحريك الحرف الذي قد يسكن، قال يونس عن ورش عن نافع: يوم ظعنكم [٨٠] «٦» مشدّدة، وقال عنه وعن ابن كيسة:


(١) ويسمى أيضا ب (الإدغام)، وانظر: النشر ١/ ٢٧٥، هداية القارئ للمرصفي ص ١٦٣.
(٢) تقدم هذا الإسناد.
(٣) في النسختين (ما روى)، وهو خطأ، وقوله ان الله لا يستحي أن في البقرة (٢٦)، وما وورى في الأعراف (٢٠).
(٤) الإسنادان صحيحان، وقد تقدما.
(٥) تقدم هذان الإسنادان.
(٦) في النحل آية (٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>