للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستطرّ مشددة الراء. قال أبو عمرو: ومثل هذا إنما يجوز في الوقف على مذهب بعض العرب وهم الذين يبالغون في البيان عن كيفية حركات أواخر الكلم في الفصل فيشدّدون الحرف الأخير منهنّ إذا وقفوا عليهن فيقولون في الوقف: هذا محمد، ومررت بخالد «١» ورأيت أحمد يجمعون بين ساكنين، قال سيبويه «٢»: وعلامة ذلك الشين، قال أبو عمرو: وذلك لأنها أول قولك شديد فلذلك جعلها علامة له ودلالة عليه ومثل ذلك قول الشاعر «٣»:

لقد خشيت أن أرى جدبّا ... في عامنا ذا بعد ما خضبّا

فشدّد الباء في المصراعين جميعا في حال الوقف ثم حمل الوصل عليه فشدّدهما أيضا فيه لمّا لم يكن له بدّ من إطلاق الباء فيه ليصحّ الوزن.

فإن سكن ما قبل الحرف الموقوف عليه نحو زيد وبكر وعمر لم يجز تشديده لئلا يجتمع في الوقف ثلاثة سواكن، واجتماعها خروج من كلام العرب لتعذّر النطق بها.

ليس في هذه السورة ياء إضافة وفيها من المحذوفات ثمان: [٢٣١/ ب]

أولاهنّ يدع الدّاع [٦] أثبتها في الوصل والوقف ابن كثير في رواية أبي ربيعة عن قنبل والبزّي في رواية الزينبي وابن شنبوذ وابن عبد الرزاق عن قنبل وفي رواية ابن مخلد ومضر واللهبي عن البزّي وأثبتها في الوصل، وحذفها في الوقف نافع في رواية إسماعيل وورش وابن جبير عن أصحابه وأبو عمرو.

وحذفها الباقون في الحالين «٤»، وكذلك روى الخزاعي عن أصحابه الثلاثة


(١) في (م) (بخلد).
(٢) عمرو بن عثمان بن قنبر، أبو بشر الفارسي، إمام النحو، وحجة العرب، برع في العربية وساد أهل زمانه، سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين من الحسن، مات سنة ١٨٠ هـ.
انظر: معجم الأدباء ١٦/ ١١٤، إنباه الرواة ٢/ ٣٤٦، سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٥١ غاية النهاية ١/ ٦٠٢.
وانظر قول سيبويه في الكتاب.
(٣) انظر البيت في لسان العرب ١/ ٢٥٥، مادة (جدب)، وقد أورد فيه أمثلة أخرى تزيد المسألة إيضاحا.
(٤) انظر: التيسير ص ٢٠٦، المبسوط ص ٣٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>