للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدري كيف كان عاصم يقرؤها «١»؟

وحدّثنا عبد العزيز بن محمد قال: نا عبد الواحد بن عمر نا علي بن العباس ومحمد بن الفتح «٢» قالا: نا أحمد بن عثمان «٣» بن حكيم نا عبد الجبار العطاردي قال: قال أبو بكر: لا أحفظ عن عاصم.

قال عبد الجبّار: وسألت عروة بن محمد عنها كيف ينبغي أن يكون في قراءة عاصم؟ فقرأها برفع الشين في الحرفين قال: هو مثل يعكفون [الأعراف: ١٣٨].

قال أبو عمرو: يريد عروة بقوله هو مثل يعكفون «٤» أن مضارع نشز وعكف لما كان فيه لغتان الضم والكسر وكان عاصم بإجماع من الرواة عنه قد ضمّ كاف يعكفون ولم يحفظ عنه أبو بكر في شين انشزوا [١١] ضمّا ولا كسرا وجب ردّه إلى لفظ نظيره المجمع عليه عنه، وكان ذلك أولى من ردّه إلى لفظ غيره «٥».

ولو قال عروة: وهو مثل يعرشون [الأعراف: ١٣٧] لكان أحسن لما في ذلك من اجتماع اللغتين في مضارع عرش كاجتماعهما في مضارع نشز وعكف من المطابقة ومن الموافقة لمذهب أبي بكر وروايته عن عاصم في ضم راء مضارع «٦».

واختلف عن حفص أيضا فروى هبيرة عنه بكسر الشين فيهما، وروى عنه سائر الرواة عمرو وعبيد والقوّاس وأبو عمارة والمروزي والزهراني بضم الشين، وقرأ الباقون بكسر الشين فيهما، ومن ضمّ الشين ابتدأ الألف بالضم ومن كسر الشين ابتدأ الألف بالكسر بناء على حركة الشين لأنها لازمة في كلا الوجهين، وروى الشموني


(١) وهذا نص صريح أن الشك هو من أبي بكر، لا من يحيى كما ذكر أبو معشر في التلخيص ص ٤٣٢.
(٢) محمد بن الفتح، أبو عيسى البغدادي، روى عن أحمد بن عثمان تصحفت في المطبوع من الغاية إلى (علي)، وعنه أبو طاهر. غاية ٢/ ٢٢٨.
(٣) في (م) (بن عثمان بن عثمان) وهو خطأ.
(٤) السبعة ص ٦٢٩.
(٥) والوجهان صحيحان عن أبي بكر كما جزم بذلك في النشر ٢/ ٣٨٥، ومن قبله ابن الباذش في الإقناع ٢/ ٧٨٢.
(٦) كذا في النسختين، والسياق يشعر أن هناك نقصا.

<<  <  ج: ص:  >  >>