للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكسور ما ذكرناه، وقال الحلواني عن هشام إنا سمعنا بكسر الألف وما بعدها بنصب الألف إلى قوله: إنما أدعوا ربي [٢١] فإنه يكسر الألف وما بعدها إلى قوله: ليعلم أن قد أبلغوا [٢٨] فإنه ينصب الألف.

وهذا قول «١» محصل موافق لقول الرواة عن ابن عامر، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة في ذلك كله إلا قوله: وأنه لما قام فإنهما فتحا الهمزة، وقرأ نافع وعاصم في غير رواية حفص وفي غير رواية أبي حمّاد عن أبي بكر بكسر الهمزة في الجميع، وكذلك روى هبيرة عن حفص ولم يذكر عنه الفتح في شيء من السورة إلا في قوله: وأن المسجد وأحسبه أراد أنه لا يفتح من أن المشدّدة التي تكون في أول الآية إلا وأن المسجد فإن كان ذلك فصواب ما حكاه وصحيح ما رواه، وقرأت أنا في روايته عن حفص بالتخيير الكسر «٢» والفتح في جملة المختلف فيه، واختار الكسر لورود النص به «٣»، وقد جاء عن نافع في ذلك اختلاف ألفاظ من الرواة فحكى الحلواني عن قالون أن نافعا كان يكسر كل حرف فيها إلا حروفا ذهبت عليّ حتى كتبت إلى قالون فكتب إليّ أنه كان يفتح الألف في أربعة ألف وألو استقموا [١٦] وأن المسجد [١٨] وأنه لما قام عبد [١٩] وليعلم أن قد أبلغوا [٢٨] ويكسر سائرها.

وخالف الحلواني في وأنه لما قام جميع أصحاب قالون والقاضي والمدني والقطري والكسائي والزبيدي وغيرهم فرووه عنه بالكسر، ولم يذكر أحد منهم في المفتوح أن قد أبلغوا [٢٨] لتباعده وانفراده عن نظائره وذكروا أنه استمع ولم يذكره الحلواني وذكر «٤» أن ألف أنه استمع وألف وأن المسجد [١٨] وألف وألو استقموا [١٦] مفتوحة وأن كلّ ما فيها من أن وأنه فالألف فيه مبطوحة «٥». وقال خلف عن المسيّبي عن نافع قال: نا محمد بن أحمد بن منير قال: نا


(١) في (م) (قوله هذا القول ... ).
(٢) في (م) (بالتخيير بين الكسر) وهذا الصواب مما في (ت).
(٣) انظر الأوجه في كسر الهمزة وفتحها في: التيسير ص ٢١٥، النشر ٢/ ٣٩١، الاتحاف ص ٤٢٥.
(٤) سقطت من (م).
(٥) البطح: هي تقرب الفتحة من الكسرة والألف من الياء، وهو بمعنى الإضجاع والإمالة.
انظر الوافي في شرح الشاطبية ص ١٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>