للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه والأقاصي، فقد كان له من أقاربه وأدانيه من هو أمسّ به رحما وأوجب حقّا من المغيرة، كأولاده، وبني أعمامه، ومواليه، وعشيرته، ومن الأباعد من لا يحصى عدده

كثرة وفي عدم مدّعي ذلك على عثمان رضي الله عنه الدليل الواضح على بطول قول من أضاف قراءة عبد الله بن عامر إلى المغيرة بن أبي شهاب، ثم إلى أن أخذها المغيرة عن عثمان قراءة عليه.

٤٩٨ - قال أبو عمرو: وهذا القول من محمد بن جرير عندنا فاسد مردود، ولا يثبت ولا يصحّ. والأمر في كل ما أتى به، وأورده، وقطع بصحّته ظاهر، بخلاف ما قاله وذهب إليه. ونحن نوضّح ذلك، ونبين خطأه وغفلته فيما أورده، وظن أنه دليل على صحة قوله، بما لا يخفى عن ذي لبّ وفهم، ودين وإنصاف إن شاء الله.

٤٩٩ - فأمّا ما حكاه من أن عراك بن خالد مجهول في رواة الأخبار، ونقلة الحروف وأنه لم يرو عنه غير هشام وحده، فباطل لا شك فيه؛ وذلك أن عراكا قد شارك هشاما في الرواية عنه والسّماع منه عبد الله بن ذكوان، وهما إمامان يغنيان.

ومن روى عنه رجلان لا سيما مثلهما في عدالتهما وشهرتهما فغير مجهول عند جميع أهل النقل من حيث كانت روايتهما عنه عند الجميع توجب قبول خبره، والمصير إليه، وإن سكتا عنه ولم يعدّلاه «١».

٥٠٠ - فأما رواية هشام عنه، فقد ذكرناها بطرقها «٢» فأغنى ذلك عن إعادتها.

٥٠١ - وأمّا رواية ابن ذكوان عنه، فحدّثنا فارس بن أحمد المقرئ، قال: حدّثنا عمر بن محمد بن الإمام، قال: حدّثنا عبد الله بن محمد الشافعي، قال: حدّثنا أحمد ابن أنس، قال: حدّثنا عبد الله بن ذكوان، قال: حدّثنا عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المرّي عن عثمان بن عطاء، عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس، قال: لمّا عزّي النبيّ صلى الله عليه وسلم بابنته رقيّة امرأة عثمان قال: «دفن البنات من المكرمات» «٣».


(١) قال الحافظ السخاوي، في فتح المغيث ١/ ٢٩٧:
وبالجملة في رواية إمام ناقل للشريعة لرجل ممن لم يرو عنه سوى واحد في مقام الاحتجاج كافية في تعريفه وتعديله. أ. هـ. وانظر ما سبق بيانه في خطة الرسالة عن منهج النقد في القراءات. وكذلك انظر الفقرتين ١٤٥، ٥٢٠.
(٢) انظر الفقرات ٤٧٣ - ٤٧٨.
(٣) عمر بن محمد بن عراك، وعبد الله بن محمد بن عبد الله بن المفسر تقدما.

<<  <  ج: ص:  >  >>