للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السائر، من السقيم الداثر.

والداني مؤلف أصيل، بل مبدع في بعض تصانيفه، مثل (طبقات القراء)، الذي جاء كتابا حافلا عظيما، قال فيه ابن الجزري:" وهو عظيم في بابه، لعلي أظفر بجميعه، إن شاء الله تعالى" «١».

ومع أن الداني اعتمد في بعض كتبه على كتب السالفين، مثل (المكتفى في الوقف والابتداء)، حيث اعتمد فيه على كتاب (الإيضاح في الوقف والابتداء) لابن الأنباري، ثم كتاب (القطع والائتناف) لأبي جعفر النحاس، فقد كانت له مشاركة فعلية قيمة، ولم يكن مجرد ناقل أو جامع «٢».

ورائد الداني في تصانيفه الإفادة ونشر العلم، وليس التكثر وإشاعة الذكر، فربما عدل عن ابتداء التصنيف إلى شرح كتب السالفين، فيقرب تناولها واستيعابها إلى طلاب العلم، حيث شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني في التجويد، وشرح منتقى ابن جارود في الحديث.

وتجدر الإشارة إلى أن جل كتب الداني تدور حول القراءات: رواية، ومناقشة، وترجيحا، ورسم المصاحف ونقطها، وعدد الآي، والتجويد، وكثير من هذه التواليف رسائل صغيرة في جزء وجزءين «٣».

وأخيرا، فكتب الداني ينتظمها وصفان: أحدهما: جودة التأليف وحسن التصنيف، حيث أعجبت النقاد، فأثنوا عليها وعلى مؤلفها. يقول ابن بشكوال:" وقد جمع في كل ذلك تآليف حسانا" «٤»، ويقول الذهبي:" وكتبه في غاية الحسن والإتقان" «٥»، ويثني على الداني فيقول:" صاحب المصنفات الكثيرة المتقنة" «٦».

والآخر: أن كتبه لقيت إقبالا من القراء عليها، ورزقت حظوة عند أرباب


(١) أنظر: غاية النهاية ١/ ٥٠٥.
(٢) أنظر: المكتفى في الوقف والابتداء: ٩١.
(٣) أنظر: سير أعلام النبلاء ١٨/ ٨١.
(٤) الصلة ٢/ ٣٨٥.
(٥) معرفة القراء ١/ ٤٠٨.
(٦) العبر ٣/ ٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>