للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكّن للإدغام، فيصير «١» بمنزلة الواو التي هي حرف مدّ ولين في نحو قوله: ءامنوا وعملوا [البقرة: ٢٥] واسمعوا وللكفرين [البقرة: ١٠٤] وما أشبهه مما لا يدغم فيه بإجماع لئلا يختلّ مدّها.

١١٤٤ - وكان أبو الحسن بن شنبوذ وغيره من الأكابر يرون إدغامها قياسا على إدغام الياء المكسور ما قبلها في نحو: نودى يموسى [طه: ١١] وأن يأتى يوم [البقرة: ٢٥٤] وشبههما، وذلك إجماع «٢» فيها من الرواة وأهل الأداء، ولا فرق بين الواو وبين الياء «٣»، هذا مع أن تسكينهما «٤» للإدغام عارض فلا يعتدّ به، وأصلها الحركة فهما غير حرفي مدّ على الحقيقة؛ وصحّ الإدغام لذلك، ولم يمتنع، وبالوجهين قرأت ذلك، وأختار الإدغام لاطّراده وجريه على قياس نظائره، وقد رواه نصّا عن اليزيدي [ابنه، وابن سعدان، والسوسي، ولم يأت عنه نص] «٥» خلاف ما رووه، وكذلك رواه محمد بن غالب عن شجاع عن أبي عمرو.

١١٤٥ - فإن سكن ما قبل الواو سواء كان هاء أو غيرها فلا خلاف في إدغام الواو في مثلها، وذلك نحو قوله: وهو وليّهم [الأنعام: ١٢٧]، وهو واقع بهم [الشورى: ٢٢]، وخذ العفو وأمر [الاعراف: ١٩٩]، ومن اللهو ومن التّجرة [الجمعة:

١١] وما أشبهه.

١١٤٦ - وأما قوله في الطلاق: والّئى يئسن [الطلاق: ٤] على مذهبه ومذهب البزي عن ابن كثير من قراءتي في إبدال الهمزة ياء ساكنة «٦»، فلا يجوز إدغام تلك الياء في التي بعدها من جهتين:


(١) في ت، م: (فيصير). ولا موضع للفاء هنا.
(٢) في م (الهاء). وهو خطأ لا يستقيم به السياق.
(٣) في ت، م بضمير المفردة في الموضعين، ولا يناسب عجز العبارة.
(٤) سقط من ت، م. وفي كامل الهذلي ل (١٠٣/ ظ): أدغم ابن اليزيدي، وشجاع، وابن سعدان، والسوسي طريق الداجوني هو والذين، هو والملائكة، فهو وليهم. اهـ. فمن هذا النص أخذت صدر السقط،
ومن عبارة للمؤلف مشابهة في الفقرة/ ١١٥١ أخذت عجز السقط، والله أعلم.
(٥) أبو عمرو يسكن هاء (هو) في ثلاثة مواضع: ((فهو وليهم. النحل/ ٦٣، وهو وليهم، الأنعام/ ١٢٧، وهو واقع بهم، الشورى/ ٢٢)): إبراز المعاني/ ٨٥. وانظر النشر ١/ ٢٨٣.
(٦) فتقرأ ((واللاي يئسن)).

<<  <  ج: ص:  >  >>