للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو باب واسع ينم عن سعة رواية، وعمق بحث، خاصة في تعرضه لتضعيف محمد ابن جرير الطبري اتصال قراءة ابن عامر. فقد روى حجة ابن جرير، ثم كرّ على مقالته بالتفنيد والتزييف، يؤيد آراءه بالروايات، ويدعّم حججه بالأسانيد، في ردّ طويل مسهب ومقنع.

وخامس أبواب المقدمة- وهو آخرها- سرد فيه أسانيده بالروايات والطرق التي اعتمدها في جامع البيان عن القراء السبعة.

ثم شرع في بيان اختلاف القراء في أبواب الأصول، مبتدئا بذكر اختلافهم في الاستعاذة، فالبسملة، فسورة فاتحة الكتاب، ثم ذكر اختلاف القراء في ضم ميم الجمع وفي إسكانها، ثم مذهب أبي عمرو في الإدغام، ثم قال:" ذكر اختلافهم في سورة البقرة، فأول ما أقدّم من اختلافهم فيها مذاهبهم في الأصول التي تطّرد، ويكثر دورها، ويجري القياس فيها، وأرتب لذلك أبوابا، وأجعله فصولا، ثم أتبعه بذكر الحروف التي يقلّ دورها، ولا يجري قياس عليها سورة سورة إلى آخر القرآن إن شاء الله" «١».

وتحدث عن أبواب الأصول واحدا واحدا، ثم ذكر فرش الحروف سورة سورة إلى آخر القرآن.

والداني يعرض اختلاف القراء ورواتهم عرضا مفصّلا مبسّطا، بعبارة سلسة، وقلم سيّال، ويناقش الروايات في مواطن الخلاف، فيبين الرواية الصحيحة الشائعة عند القراء، التي عليها العمل، والرواية الشاذة التي لم يعمل بها القراء، ولم يأخذ بها أهل الأداء، وتراه في الترجيح يقول:" وبذلك قرأت، وعلى ذلك أهل الأداء" «٢».

أو يقول:" بهذا قرأت، وبه آخذ" «٣».

أو يقول:" وكذلك قرأت، وهو الذي يوجبه القياس، ويحققه النظر، وتدلّ عليه الآثار، وتشهد بصحته النصوص، وهو الذي أتولاه، وآخذ به" «٤».


(١) الفقرة: ١٢٢٢.
(٢) الفقرة: ١٢٧٥.
(٣) الفقرة: ١٢٢١.
(٤) الفقرة: ١٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>