للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يونس: ٣٦] بفتح الياء من غير تشديد، وهذا كان اختيار ابن مجاهد في هذا الباب، بلغني ذلك عنه.

١٧٣٣ - وقد جاء عن حمزة وأصحابه في الوقف على قوله: الموءدة [وموئلا] «١» أربعة أوجه:

١٧٣٤ - فالوجه الأول فيهما: إلقاء حركة الهمزة على الواو فيهما وتحريكها بها وهو القياس.

١٧٣٥ - والثاني فيهما: البدل والإدغام. قال الكسائي: من وقف على موئلا بغير همز فإن شاء قال (مولا) بكسر الواو من غير تشديد، وإن شاء شدّد واوها.

١٧٣٦ - والثالث فيهما: جعل الهمزة بعد الواو بين بين، قال محمد بن واصل في كتاب الوقف عن خلف عن سليم عن حمزة: إنه يقف على" موئلا" بالإشارة إلى الياء من غير إثبات، يعني: أنه يجعل الهمزة بين الهمزة والياء اتباعا للخط؛ لأن ذلك فيه بالياء. قال: وحمزة يقف على الموءدة [التكوير: ٨] بثلاث واوات في اللفظ، من غير همز. يعني أنه جعل الهمزة بين الهمزة والواو، قبلها واوا ساكنة هي فاءه وبعدها واو ساكنة هي زائدة للبناء. وهذا مذهب أبي طاهر بن أبي هاشم في ذلك، فقال في كتابه:

كان حمزة إذا وقف لفظ بعد فتحة الميم بواو ساكنة، ثم أشار إلى الهمزة بصدره، ثم أتى بعدها بواو ساكنة، قال: وهذا ما لا يضبطه الكاتب.

١٧٣٧ - قال أبو عمرو: وجعل الهمزة بعد الواو الساكنة، في موئلا والموءدة بين بين، خارج عن قياس التسهيل، وإبدالها ياء مكسورة محضة في موئلا عندي أولى من جعلها بين بين؛ إذ ذلك أشدّ موافقة للرسم، وأوجه في الندارة والشذوذ.

١٧٣٨ - والرابع الذي ينفرد به الموءدة [التكوير: ٨] دون موئلا [الكهف: ٥٨] إسقاط الهمزة، وحذف الواو التي بعدها، فيصير لفظها كلفظ (الجوزة)، و (الموزة)، روى هذا منصوصا أبو سلمة عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي أيوب «٢» الضبي، قال:

حمزة يقف «المودة» بوزن الموزة، وحكى ذلك الفرّاء أيضا عن العرب، وذهب إلى ذلك ابن مجاهد وأختاره، وهو موافق للرسم؛ أن هذه الكلمة فيه بواو واحدة.


(١) سقطت (موئلا) من ت، م، والتصحيح من السياق الآتي.
(٢) سليمان بن يحيى بن أيوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>