للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب، ووعد من تلاه حقّ تلاوته بجزيل الأجر والثواب، وحفظه من تحريف المبطلين وخطل «١» الزائغين، وأورثه من اصطفى من خليقته، وارتضى من بريّته، فهم خلّص عباده، ونور بلاده.

٥ - فله الحمد على ما أنعم وأولى «٢»، ووهب وأعطى من آلائه التي لا تحصى، ونعمائه التي لا تخفى، وصلّى الله على سيّدنا محمد أمين وحيه، وخاتم رسله، صلاة زاكية نامية على مرّ الزمان وتتابع الأمم، وعلى أهل بيته الطيّبين وأصحابه المنتخبين وأزواجه أمّهات المؤمنين، وسلّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

٦ - أما بعد، أيّدكم الله بتوفيقه وأمدّكم بعونه وتسديده، فإنكم سألتموني إسعافكم برسم كتاب في اختلاف قراءة الأئمة السبعة بالأمصار، محيط بأصولهم «٣» وفروعهم «٤»، مبيّن لمذاهبهم واختلافهم، جامع للمعمول عليه في روايتهم والمأخوذ به من طرقهم، ملخّص للظاهر الجليّ، موضح للغامض الخفيّ، محتو على الاختصار والتقليل «٥»، خال من التكرار والتطويل، قائم بنفسه، [٢/ و] مستغن عن غيره، يذكّر المقرئ الثاقب، يفهم المبتدئ الطالب، ويخفّف على الناسخ ويكون عونا للدّارس.

٧ - فأجبتكم إلى ما سألتموه، وأسعفتكم فيما رغبتموه على النحو الذي أردتم، والوجه الذي طلبتم، وذكرت لكم الاختلاف بين أئمة القراءة في المواضع الذي «٦» اختلفوا فيها من الأصول المطّردة والحروف المتفرّقة، وبيّنت اختلافهم بيانا شافيا،


(١) في لسان العرب ١٣/ ٢٢٢: الخطل: الكلام الفاسد الكثير المضطرب.
(٢) في لسان العرب ٢٠/ ٢٩٤، أوليته معروفا: إذا أسديت إليه معروفا.
(٣) الأصول جمع أصل، وهو في اللغة ما يبنى عليه غيره، وفي اصطلاح القراء عبارة عن الحكم المطرد الجاري في كل ما تحقق فيه شرط ذلك الحكم، كالمد والإظهار والفتح والإمالة ونحو ذلك. انظر الإضاءة في بيان أصول القراءة للشيخ علي محمد الضباع/ ١١.
(٤) الفروع هي حروف القراءات المختلف فيها، التي لا تنظمها أحكام مطردة، وتسمى فرشا لذلك.
انظر الإضاءة للضباع/ ١٢.
(٥) في" ت": (التعليل) ولا يناسب السياق من ناحية، كما أن المؤلف لم يلتزم تعليل أوجه القراءة من ناحية أخرى، مما يرجح أن الصواب (التقليل) كما في" م".
(٦) أي التي، وهو ضعيف لغة لأنه على قول الأخفش في أن (الذي) يكون كمن، للواحد والمثنى والجمع، بلفظ واحد. وهو ضعيف. انظر همع الهوامع للسيوطي ١/ ٢٨٥، وستأتي مواضع أخرى يستعمل فيها المؤلف (الذي) للجمع.

<<  <  ج: ص:  >  >>