للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢٨٤ - وقد جاء به نصّا عن الكسائي سورة «١» بن المبارك فقال: كلتا الجنّتين [الكهف: ٣٣] بالألف يعني في الوقف، وقال عنه: لدا الباب [يوسف: ٢٥] ولدا الحناجر [غافر: ١٨] كلتاهما بالألف يعني بالفتح في الوقف، وذلك من حيث كانا حرفي «٢» جرّ مثل على وإلى، والحروف لا تمال لجمودها.

٢٢٨٥ - وأما قوله في سورة المؤمنون [٤٤]: رسلنا تترا على قراءة من نوّن «٣»، فإن ألفه في الوقف يحتمل وجهين: أحدهما «٤»: أن تكون بدلا من التنوين فيجري الراء قبلها بوجوه الإعراب من النصب والجرّ والرفع. والثاني: أن تكون مشبهة بالأصلية ألحقت الكلمة التي هي فيها ببناء جعفر ودرمل، أي: ألحقت الثلاثي بالرباعي، فتلزم «٥» الوقف في حال النصب والجرّ والرفع، فعلى الأول لا يجوز إمالتها في الوقف على مذهب أبي عمرو كما لا تجوز فيه إمالة الألف التي في المصدر، نحو قوله: صبرا [البقرة: ٢٥] ونصرا [الأعراف: ١٩٢] وشبههما «٦»، وعلى الثاني تجوز إمالتها فيه على مذهبه؛ لأنها كالأصلية المنقلبة عن الياء، والقرّاء وأهل الأداء على الأول، وبه قرأت، وبه آخذ، وهو مذهب ابن مجاهد وأبي طاهر بن أبي هاشم وسائر المتصدّرين. وقال قتيبة «٧» عن الكسائي من نوّن (تترا) وقف بألف.

٢٢٨٦ - قال أبو عمرو: فأما الوقف على قوله: ترءا الجمعان في الشعراء [٦١] فنذكره هناك مع اختلاف القرّاء في الفتح والإمالة في ذلك إن شاء الله تعالى وبالله التوفيق.


(١) تقدم أن هذا الطريق خارج عن جامع البيان.
(٢) في م: (حرفين)، وهو خطأ.
(٣) ابن كثير وأبو عمرو انظر النشر ٢/ ٣٢٨، السبعة/ ٤٤٦.
(٤) في ت: (إحداهما). ولا يلائم السياق.
(٥) الألف كما بيّن ناسخ ت بين السطرين.
(٦) في م: (وشبهها). ولا يستقيم بها السياق.
(٧) أسند المؤلف هذا القول في الموضح ل ٨٧/ ظ، فقال: وحدثنا فارس بن أحمد، قال حدثنا عبد الله ابن احمد/ قال حدثنا إسماعيل بن شعيب، قال حدثنا أحمد بن سلمويه، قال حدثنا محمد بن يعقوب، قال حدثنا العباس بن الوليد، قال حدثنا قتيبة بن مهران عن الكسائي الخ. وهذا الإسناد هو إسناد الطريق الحادي بعد الأربع مائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>