للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو عمرو: وإذا كانت الضمة الواقعة بعد الساكن الثاني الأول؛ لأن تلك الحركة التي تضمّ من أجلها في نحو ما تقدم في مذهب من رأى ذلك غير لازمة هاهنا؛ لأن التي تجتلب ليست بأصل للحرف المحوّل بها؛ إذ كان أصله الكسر، والتي تتبع ما قبلها من الحركات قد تتغيّر، فيتغيّر «١» ما يتبعه، والتي للإعراب قد تنتقل بانتقال العامل الجالب لها؛ لذلك لم يعتد «٢» بها في ضمّ الساكن «٣» في حال الوصل، ولا يبنى «٤» الابتداء بهمزة الوصل في ذلك عليها أيضا وكسرا في الحالين.

فأما المجتلبة فنحو قوله: أن اتقوا الله [النساء: ١٣١] وأن امشوا [ص: ٦] لا غير، وأمّا التابعة ففي قوله: إن امرؤ هلك [النساء: ١٧٦] لا غير، وأما التي للإعراب ففي قوله: عزير ابن الله [التوبة: ٣٠] على قراءة [١٢٩/ ت] من نوّن، وفي قوله تعالى: بغلام اسمه [مريم: ٧] لا غير.

وحدثنا «٥» عبد العزيز بن محمد بن إسحاق، قال: نا عبد الواحد بن أبي هاشم، قال: نا عيّاش بن محمد، قال: نا أبو عمر عن الكسائي إن امرؤ برفع النون، وغلط عيّاش، فحدّثنا عبد الرحمن بن محمد المعدّل «٦»، قال: نا عبد الله بن أحمد الدمشقي «٧»، قال: نا جعفر بن محمد «٨»، قال: نا أبو عمر عن الكسائي إن امرؤ لا ترفع النون، وهذا هو الصواب، والذي لا يجوز غيره، وأحسب عيّاشا سقط عليه «لا». وروى الأصبهاني عن ورش والشموني عن الأعشى عن أبي بكر بأن الله


(١) في (م) " فتغير".
(٢) في (م) " يعيد" والصواب ما في (ت).
(٣) " في ضم الساكن" مكررة في (م) ولا داعي للتكرار.
(٤) في (م) " يتبنى"، وهو خطأ.
(٥) في (م) " نا".
(٦) عبد الرحمن بن عمر بن محمد، أبو محمد المعدل النحاس، روى القراءة عن عبد الله بن أحمد ابن ذي زوية الدمشقي، روى القراءة عنه أبو عمرو الداني. غاية ١/ ٣٧٦.
(٧) عبد الله بن أحمد بن ذي زوية، أبو عمر الدمشقي، ثقة عارف معدل، روى حروف الكسائي عن جعفر بن محمد النصيبي عن الدوري عنه، روى عنه القراءة عبد الرحمن بن عمر بن محمد المعدل، توفي قبل الأربعين وثلاث مائة. غاية ١/ ٤٠٦.
(٨) جعفر بن محمد بن أسد، أبو الفضل الضرير، النصيبي، يعرف بابن الحمامي، حاذق ضابط، شيخ نصيبين والجزيرة، قرأ على الدوري، قرأ عليه عبد الله بن أحمد بن ذي زوية الدمشقي، توفي سنة سبع وثلاث مائة. غاية ١/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>