للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تيمّموا «١» [٢٦٧] ولا تتولّوا [هود: ٥٢] وثمّ تتفكّروا [سبأ: ٤٦] وتتمارى [النجم: ٥٥] وتتلقاهم [الأنبياء: ١٠٣] وتتوفّاهم [النحل: ٢٨] وتتقلب [النور: ٣٧] وأن تتكبر [الأعراف: ١٣] وشبهه. وانعقد إجماعهم على إظهار التاءين فيهن، فلو كان ما رواه المذكورون عن البزّي من التشديد فيهما صحيحا لما خصّا به دونهنّ، ولجرى في جميعهنّ، إذ لا فرق بينها وبينهنّ.

والثانية: أنه عدول عن مذهب ابن كثير في التاءات المشدّدات إذ كان ما يشدّد منهن في الرسم بتاء واحد، وهو في الأصل بتاءين ليدل بالتشديد على ذلك، فأما ما كان في الرسم بتاءين فمستغن [١٤١/ ت] عن التشديد بظهور «٢» التاءين، قال أبو عمرو: وإذا وقع قبل التاء المشددة في مذهب البزّي وابن فليح حرف مدّ ولين ألف أو واو نحو ولا تيمّموا [٢٦٧] وعنهو تلهّى «٣» [عبس: ١٠] وشبههما أثبت في اللفظ لكون التشديد عارضا، فلم يعتدّ به في حذفه، وزيد في تمكينه «٤» ليتميّز بذلك الساكنان أحدهما من الآخر ولا يلتقيا، على أنه قد يجمع بينهما في كثير من هذه التاءات، وذلك إذا ساكن جامد بتنوين وغيره، والجمع بينهما في ذلك غير ممتنع لصحة الرواية، فاستعماله عن القرّاء والعرب في غير موضع «٥»، وما قرأ به ابن كثير من تشديد هذه التاءات إنما يجوز في حال الوصل لا غير، فأما إذا وقف على ما قبلهنّ وابتدئ بهنّ، فلا يجوز تشديدهنّ بوجه؛ لأن كل واحدة منهنّ إذا شدّدت بمنزلة حرفين الأول منهما ساكن، والابتداء بالساكن ممتنع.

حدّثنا فارس بن أحمد، قال: نا عبد الله بن الحسين، قال: نا أحمد بن موسى، قال: أخبرني إسحاق بن أحمد الخزاعي، قال: نا عبد الوهّاب بن فليح، وسعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المخزومي «٦»،


(١) وفي (م) " تتيمموا" وهو خطأ، وذكرها هاهنا خطأ لأن المصنف أراد التمثيل للأفعال التي في أولها تاءان ظاهرتان، وهذه الكلمة في أولها تاء واحدة رسما.
(٢) في (م) " بظهر" وهو تصحيف.
(٣) كذا في (ت) و (م) " عنهو" حسب النطق بها في حالة الوصل.
(٤) انظر: التيسير ص ٨٤، النشر ٢/ ٢٣٣، ١/ ٣١٤، ٣١٧.
(٥) قال العكبري:" ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف. وهو جمع بين ساكنين، وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف". ا. هـ. التبيان في إعراب القرآن ١/ ٢١٩.
(٦) لم أقف على ترجمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>