قلنا: وأكثر أهل العلم على أنه لا يُصلى على الشهيد، وهو قول أهل المدينة، وبه قال الشافعي وأحمد. واستدلوا بحديث جابر عند البخاري (١٣٤٣)، وهو الحديث التالي. وذهب قوم من أهل العلم إلى أنه يُصلى عليه لحديث ابن ماجه هذا وشواهده، وهو قول الثوري وأصحاب الرأي، وبه قال إسحاق. ومن أدلة هذا المذهب حديث شداد بن الهاد عند النسائي ٤/ ٦٠ - ٦١: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صلى على الأعرابي الذي قُتل معه في بعض غزواته. وسنده صحيح، وشداد بن الهاد إنما كانت أُولى مشاهده مع النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوة الخندق، فحديثه متأخر عن قصة شهداء أُحد، فهو آخر الأمرين من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصلاة على الشهداء، والله تعالى أعلم. (١) إسناده صحيح. ابن شهاب: هو محمَّد بن مسلم الزهري. وأخرجه البخاري (١٣٤٣)، وأبو داود (٣١٣٨) و (٣١٣٩)، والترمذي (١٠٥٧)، والنسائي ٤/ ٦٢ من طريق الليث، بهذا الإسناد. وهو في "صحيح ابن حبان" (٣١٩٧). وانظر "المسند" (١٤١٨٩).