قوله: "إذا عاين" أي: شاهد ملائكة الموت. (١) إسناده صحيح. أبو إسحاق الفزاري: هو إبراهيم بن محمَّد بن الحارث، وخالد الحذاء: هو ابن مهران، وأبو قلابة: هو عبد الله بن زيد الجرمي. وأخرجه مسلم (٩٢٠)، وأبو داود (٣١١٨)، والنسائي في "الكبرى" (٨٢٢٧) من طريقين عن خالد الحذاء، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم: "عن أم سلمة قالت: دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أبي سلمة وقد شق بصرُه فأغمضه، ثم قال: إن الروح إذا قُبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره، ونور له فيه"، ورواية أبي داود مختصرة بفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دون قوله، ورواية النسائي بفعله ودعائه. وهو في "مسند أحمد" (٢٦٥٤٣)، و"صحيح ابن حبان" (٧٠٤١). قوله: "شق بصره"، قال الإمام النووي في "شرح مسلم": هو بفتح الشين ورفع "بصره" وهو فاعل "شقَّ"، هكذا ضبطناه وهو المشهور، وضبطه بعضهم "بصرَه" بالنصب، وهو صحيح أيضًا، والشين مفتوحة بلا خلاف، قال القاضي: قال صاحب "الأفعال": يقال: شق بصرُ الميت، وشق الميتُ بصرَه، ومعناه: شَخَصَ، كما في الرواية الأخرى، وقال ابن السِّكيت في "الإصلاح" والجوهري حكاية عن ابن السِّكيت: يقال: شَق بصرُ الميت، ولا تقل: شق الميتُ بصرَه، وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه.