وأخرجه البخاري (٧٠٧١)، ومسلم (١٠٠)، والترمذي (١٥٢٦) من طريق أبي أسامة، بهذا الإسناد. وهو في "شرح مشكل الآثار" (١٣٢٥). قال الحافظ في "الفتح" ١٣/ ٢٤ في تفسير قوله: "فليس منا": أي: ليس على طريقتنا، أو ليس متبعًا لطريقتنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه، لا أن يُرعِبَه بحمل السلاح عليه لإرادة قتالِه أو قَتلِه، ونظيره: "مَن غشنا فليس منَّا" و"ليس منَا مَن ضربَ الخدودَ وشقَّ الجيوبَ". وقال الكرماني: أي: ليس ممن اتبع سنتنا وسلك طريقتنا، لا أنه يريد: ليس من ديننا. وقال البدر العيشي في "عمدة القاري" ٢٤/ ١٨٧: وفي الحديث النهي عما يفضي إلى المحذور، وإن لم يكن المحذورُ محققًا، سواء كان ذلك في جدٍّ أو هزلي، فقد روى الترمذيُّ (٢٣٠٠) من رواية خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة مرفوعًا: "مَن أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة" وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقال المناوي في "فيض القدير": فليس منا إن استحل ذلك، فإن لم يستحل، فالمراد: ليس متخلقًا بأخلاقنا، ولا عاملًا بطرائقنا، أطلقه مع احتمال إرادة: ليس على ملتنا مبالغة في الزجر عن إدخال الرعب على الناس، وجمع الضمير، ليعم جميع الأمة.