للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٩ - بَابُ مَا جَاءَ فِي الرُّخْصَةِ فِي الصَّلَاةِ بِمَكَّةَ فِي كُلِّ وَقْتٍ

١٢٥٤ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَيْهِ

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا تَمْنَعُوا أَحَدًا طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ وَصَلَّى، أَيَّةَ سَاعَةٍ شَاءَ مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" (١).


= وآخر من حديث عمرو بن عنبسة، وثالث من حديث أبي هريرة، سلفا قبلُ عند المصنف وانظر تتمة شواهده في "المسند" عند حديث ابن عمر (٤٦١٢).
قال الإمام الخطابي في "أعلام الحديث" ص ١٥٠٨: قوله: "بين قرني الشيطان" معناه: أن الشيطان ينتصب في محاذاة مطلع الشمسِ حتى إذا طلعت كانت بين فَوْدَي رأسه وهما قرناه، أي: جانبا رأسه، فتقع العبادة له إذا سجدت عَبَدةُ الشمس لها.
ونقل ابن عبد البر في "التمهيد" ٤/ ١٠ - ١١ عن قوم من أهل العلم أنهم حملوه على مجاز اللفظ واستعارة القول، واتساع الكلام، فقالوا: أراد بذكره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قرن الشيطان أمة تعبد الشمس، وتسجد لها، وتُصلي في حين طلوعها وغروبها من دون الله، وكان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يكره التشبه بالكفار، ويحب مخالفتهم، وبذلك وردت سننه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وكأنه أراد- والله أعلم- أن يفصل دينه من دينهم، إذ هم أولياء الشيطان وحزبه، فنهى عن الصلاة في تلك الأوقات لذلك. وهذه التأويل جائز في اللغة، معروف في لسان العرب ...
وقال ابن الأثير في "النهاية" في تفسير قرني الشيطان: أي: ناحيتي رأسه وجانبيه، وقيل: القرنُ: القوَّة، أي: حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط، فيكون كالمعين لها، وقيل: بين قرنيه، أي: أُمَّتَيْه الأولين والآخرين، وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سَوَّل له ذلك، فإذا سجد لها، كان كأن الشيطان مُقترِن بها.
(١) إسناده صحيح. أبو الزبير: هو محمَّد بن مسلم بن تَدرُس المكي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>