وأخرجه الطبراني ١٩/ (٨٨٠) من طريق يحيى بن عثمان، عن مروان بن محمَّد، بهذا الإسناد. وأخرج ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٨٧٤) من طريق خالد بن يزيد المري، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول: أن معاوية كان إذا حضر شهر رمضان قال: أما هلال شعبان يوم كذا وكذا، ونحن متقدمون، فمن أحب أن يتقدم فعل. ثم قال معاوية: هكذا كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إذا حضر رمضان قال كما قلت. قال المؤلف (أي ابن الجوزي): هذا حديث لا يَصِح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومكحول لم يسمع من معاوية، وما صح أنه سمع من صحابي سوى ثلاثة: أنس وواثلة وأبي ثعلبة الخُشني، وأما خالد بن يزيد فقال أحمد: ليس بشئ، وقال النسائي: ليس بثقة. وأخرج أبو داود (٢٣٢٩)، والطبراني في "الكبير" ١٩/ (٩٠١)، وفي "مسند الشاميين" (٧٩٥) من طريق أبي الأزهر المغيرة بن فروة، قال: قام معاوية في الناس بدَيْر مِسْحَل الذي على باب حمص، فقال: يا أيها الناسُ إنا قد رأينا الهلال يومَ كذا وكذا، وأنا متقدم بالصيام، فمن أحب أن يفعلَه فليفعله، قال: فقام إليه مالك بن هبيرة السبئي فقال: يا معاوية، أشيء سمعتَه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أم شيء مِن رأيك؟ قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "صوموا الشهر وسِرَّه". وسنده محتمل للتحسين، وهذا أحسن الطرق عن معاوية متنًا. وقوله: "صوموا الشهر وسره" قال في "النهاية": أراد صوموا أول الشهر وآخره.