للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٣ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ


= وهو في "مسند أحمد" (٢٤١٣٢)، و"صحيح ابن حبان" (١٣٨) و (٦١٧٣). قوله: "أو غير ذلك ... " إلخ، قال السندي في حاشيته على "مسند أحمد": أي: لا يَحسُن الجزمُ في حق أحد، ولو صغيرًا.
قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ١٦/ ٢٠٧ - ٢٥٨ وهو بصدد شرح حديث أبي هريرة: "كل مولود يولد على الفطرة": أجمع من يُعْتَدُّ به مِن علماء المسلمين على أن مَنْ مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة، لأنه ليس مكلفًا، وتوقف فيه بعضُ من لا يُعتد به، لحديث عائشة هذا.
وأجاب العلماءُ بأنه لعله نهاها عن المسارعةِ إلى القطع مِن غير أن يكونَ عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص في قوله: "أعطه إني لأراه مؤمنًا" قال: "أو مسلمًا" ... الحديث [أخرجه مسلم (١٥٠)]، ويُحتمل أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال هذا قبل أن يعلم أن أطفالَ المسلمين في الجنة فلما علم قال ذلك في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[فيما أخرجه البخاري (١٢٤٨) من حديث أنس، وسيأتي عند ابن ماجه (١٦٠٥)]: "مَا مِنْ مسلم يموتُ له ثلاثةٌ من الولد لم يبلغوا الحِنْثَ إلا أدخله اللهُ الجنة بفضل رحمته إياهم" وغير ذلك من الأحاديث. والله أعلم.
وأما أطفالُ المشركين، ففيهم ثلاثةُ مذاهب: قال الأكثرون: هُمْ في النار تبعًا لآبائهم، وتوقفت طائفةٌ فيهم، والثالث -وهو الصحيحُ الذي ذهب إليه المحققون-: أنَهم من أهلِ الجنة، ويُستدل له بأشياء: منها حديثُ إبراهيم الخليل عليه السلامُ حين رآه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الجنة وحولَه أولادُ الناس، قالوا: يا رسولَ الله، وأولاد المشركين، قال: "وأولادُ المشركين" رواه البخاري في "صحيحه" (٧٠٤٧)، ومنها قولُه تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: ١٥].
ولا يتوجه على المولود التكليف، ويلزمه قولُ الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"حتى يبلغ"،
وهذا متفق عليه. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>