وأخرجه مسلم (٢٣٦١) من طريق أبي عوانة، عن سماك، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (١٣٩٥) و (١٣٩٩). وله شاهد من حديث رافع بن خديج عند مسلم (٢٣٦٢)، ولفظ المرفوع منه: "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشئ من دينكم، فخذوا به، وإذا أمرتكم بشئ من رأي، فإنما أنا بشر". وآخر من حديث أنس وعائشة، وهو الآتي بعده. قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ١٥/ ١١٦: قال العلماء: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:"من رأيي" أي: في أمر الدنيا ومعايشها لا على التشريع، فأما ما قاله باجتهاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ورآه شرعًا فيجبُ العملُ به، وليس إبار النخل من هذا النوع، بل من النوع المذكور قبله، أي في قوله: "إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني بالظن" مع أن لفظة الرأي إنما أتى بها عكرمة على المعنى، لقوله في آخر الحديث: قال عكرمة: أو نحو هذا. فلم يُخبر بلفظ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - محققًا، قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبرأ وإنما كان ظنًا كما بينه في هذه الروايات، قال: ورأيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أمور المعايش وظنه كغيره، فلا يمتنع وقوع مثل هذا، ولا نقص في ذلك، وسببه تعلُّق همهم بالآخرة ومعارفها.