وقد أبعدَ البُوصيريُّ النُّجعة في "مصباح الزجاجة" فزعم أن محمَّد بن سعيد هذا هو ابن حسان المصلوب المتهم بالكذب، مما دفعه إلى تضعيف إسناد الحديث، وظن ذلك عبدُ الحق في "أحكامه الوسطى" ٣/ ٣٣٤، فردَّ عليه ابنُ القطان في "الوهم والإيهام" ٥/ ٤٠٤ وذكر كلام الدارقطني فيه. وفرَّق المزي في "تهذيبه" بين راوي هذا الحديث عن عَمرو بن شعيب، وبين محمَّد بن سعيد الطائفي ومحمد بن سعيد المصلوب، فعدَه راويا آخَرَ، ولذلك ترجم له ترجمة منفصلة، وتبعه الحافظ ابن حجر في "التقريب" فوصفه بالجهالة. وقد أعلَّ ابن الجوزي هذا الحديث في "التحقيق" (١٦٦١) بالحسن بن صالح استنادًا إلى قول ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يُشبه حديثَ الأثبات، وإنما قال ابن حبان ذلك في رجل آخر مجهول يروي عن ثابت عن النضر. فلم يُصِبِ ابنُ الجوزي فيما قاله، ووهم أيضًا ابنُ عبد الهادي في "التنقيح" (١٧٢٥) إذ تابع ابنَ الجوزي، لأن الحسن بن صالح هذا هو ابن صالح بن حي الفقيه الثقة، وهو الذي يروي عنه عُبيد الله بن موسى. وأخرجه ابنُ الجارُود (٩٦٧)، والدارقطني (٤٠٧٥)، والبيهقي ٦/ ٢٢١ من طريق محمَّد بن يحيى الذهلي، بهذا الإسناد. وجاء عند ابن الجارود كما جاء عند المصنف من تسمية الذهلي لهذا الرجل: عمر بن سعيد. =