وأخرجه البخاري (٥٤٥٨) و (٥٤٥٩)، وأبو داود (٣٨٤٩) والترمذي (٣٧٥٩)، والنسائي في "الكبرى" (٦٨٧٠) و (١٠٠٤٣) من طرق عن ثور بن يزيد، بهذا الإسناد. وأخرجه النسائي (٦٨٦٨) و (٦٨٦٩) و (١٠٠٤٢) من طريق عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، به وهو في "مسند أحمد" (٢٢١٦٨)، و "صحيح ابن حبان" (٥٢١٧). قال السندي: "مكفي" بفتح ميم وتشديد ياء، يحتمل أن يكون من الكفاية، أو من "كفأت" مهموزًا بمعنى: قلبت، والمعنى على الأول أن هذا الحمد غيرُ ما أتى به كما هو حقه لقصور القدرة البشرية عن ذلك، ومع هذا فغير مودَّع، أي: متروك بل الاشتغال به دائما من غير انقطاع، كما أن نعمه تعالى لا تنقطع غفوة عينٍ. "ولا مستغنى عنه" بل هو مما يحتاج إليه الإنسان في كل حال ليثبت ويدوم به العتيق من النعم، ويستجلب به المزيد، وعلى الثاني: أنه غير مردود على وجه قائله، بل مقبول في حضرة القدس، وعلى الوجهين "مودَّع" بفتح الدال، و"مستغنى عنه" بفتح النون عطف على "مكفي" بزيادة "لا" للتأكيد. "ربنا" بالنصب بتقدير حرف النداء، وبالجر بدل من "الله"، والله أعلم. وقال الخطابى في "معالم السُّنن" ٤/ ٢٦١: قوله: "غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" معناه: أن الله سبحانه هو المطعم الكافي، وهو غير مُطعَم ولا مكفي كما قال سبحانه: {وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: ١٤] وقوله: "ولا مودع"، أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة في ما عنده، ومنه قوله سبحانه: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: ٣] أي: ما تركك ولا أهانك، ومعنى المتروك: المستغنى عنه.