وأخرجه البخاري (٥٧٧٨)، ومسلم (١٠٩)، وأبو داود (٣٨٧٢)، والترمذي (٢١٦٥) و (٢١٦٦)، والنسائي ٤/ ٦٦ من طريق الأعمش، بهذا الإسناد. وهو في "مسند أحمد" (٧٤٤٨)، و"صحيح ابن حبان" (٥٩٨٦). يتحساه: يتجرعه ويبتلعه مرة بعد مرة. وقوله: "في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا"، تمسَّك به من قال بتخليد أصحاب المعاصي في النار، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٣/ ٢٢٧: وأجاب أهل السنة عن ذلك بأجوبة: منها توهيمُ هذه الزيادة، قال الترمذي بعد أن أخرجه: رواه محمَّد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فلم يذكر "خالدًا مخلدًا" وكذا رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أوهي عند البخاري (١٣٦٥)]، قال الترمذي: وهو أصح، لأن الروايات إنما تجيء بأن أهلَ التوحيد يُعذبون، ثم يُخرَجون منها، ولا يُخلَّدون. ويقوي ذلك ويعضده ما أخرجه مسلم (١١٦) من حديث جابر: أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسولَ الله، هل لك في حصن حصين ومَنَعةِ؟ (قال: حصنٌ كان لدوس في الجاهلية) فأبى ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، للذى ذَخَرَ اللهُ للأنصار، فلما هاجر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة، هاجر إليه الطفيلُ بن عمرو، وهاجر معه رجلٌ من قومه، فاجتَوَوُوا المدينة، فمرض فجزع، فأخذ مشاقِصَ له، فقطع بها بَراجمَه، فشَخَبَت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: ما لي أراك مغطيا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدتَ. فقصها الطفيل على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهم وليَدَيهِ فاغفر". قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ٢/ ١٣١ - ١٣٢: في هذا الحديث حجة لقاعدة عظيمة لأهل السنة: أن من قتل نفسه، أو ارتكب معصية غيرَها، ومات من =