"وتغشتهم الرحمة" أي: غطتهم الرحمة من كل جانب، إذ الغِشيان يُستعمل فيما يشمل المغشي من جميع جوانبه. والسكينة: الطمأنينة ... (١) حديث صحيح، محمَّد بن مصعب -وهو القرقساني- متابع، وباقي رجاله ثقات. إسماعيل بن عبيد الله: هو ابن أبي المهاجر المخزومي مولاهم، وأم الدرداء: هي هجيمة، وقيل: جهيمة، الأوصابية الدمشقية، زوج أبي الدرداء. وأخرجه أحمد (١٠٩٦٨) عن محمَّد بن مصعب وأبي المغيرة -وهو عبد القدوس ابن الحجاج الخولاني-، والبغوي في "شرح السنة" (١٢٤٢) من طريق يحيى بن عبد الله البابُلُتي، كلاهما عن الأوزاعي، به. والبابلتي ضعيف، لكن أبا المغيرة ثقة. وعلقه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث (٧٥٢٤) من حديث أبي هريرة بصيغة الجزم، ووصله أحمد (١٠٩٧٥). وانظر ما سيأتي عند المصنف برقم (٣٨٢٢). قال ابن بطال فيما نقله عنه الحافظ في "الفتح" ١٣/ ٥٠٠: معنى الحديث: أنا مع عبدي زمان ذكره لي، أي: أنا معه بالحفظ والكلاءة، لا أنه معه بذاته حيث حل العبد. وقال الكرماني: المعية هنا معية الرحمة، وأما في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤] فهي معية العلم. وقال السندي: قوله: "أنا مع عبدي" أي: عونا ونصرًا وتاييدًا وتوفيقًا وتحصيلًا لمرامه.