للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ" (١).

٤١١٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "إِنَّ أَغْبَطَ النَّاسِ عِنْدِي، مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، غَامِضٌ فِي النَّاسِ،


(١) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن سعيد الثوري.
وأخرجه البخاري (٤٩١٨)، ومسلم (٢٨٥٣)، والترمذي (٢٧٨٨) من طريقين عن معبد بن خالد، بهذا الإسناد. وعندهم زيادة: "لو أقسم على الله لأبره" في وصف أهل الجنة.
وهو في "مسند أحمد" (١٨٧٢٨).
قوله: "متضعَّف" قال النووي في "شرح مسلم": بفتح العين وكسرها، والمشهور الفتح، ولم يذكر الأكثرون غيره، ومعناه: يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا، وأما رواية الكسر فمعناه: متواضع متذلل خامل واضع من نفسه.
وقوله: "عتل" هو الجافي الشديد الخصومة بالباطل، و"الجوَّاظ" هو الجَموع المَنوع، و"المستكبر" هو صاحب الكبر، وهو بطر الحق وغمط الناس.
قال المناوي في "فيض القدير" ٣/ ١٠٠: هذا الحديث نص في تفضيل الضعيف على القوي، وقد وقع عكسه في خبر مسلم (٢٦٦٤): "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" فإنه نص في تفضيل القوي على الضعيف، وأجاب النووي بأن المراد بالقوة فيه عزيمة النفس والقريحة في شؤون الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على أعداء الله وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبمدح الضعيف فمن حيث رقة القلوب ولينها واستكانتها لربها وضراعتها إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>