وأخرجه أبو داود أيضًا (٤٠٩٠) من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، بهذا الإسناد. وحماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط. وهو في "مسند أحمد" (٧٣٨٢)، و"صحيح ابن حبان" (٣٢٨) و (٥٦٧١). وأخرجه مسلم (٢٦٢٠) من طريق أبي إسحاق، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رفعاه: "العز إزاره، والكبرياء رداؤه، فمن ينازعني عذَّبتُه". قال الإمام النووي في "شرح مسلم" ١٦/ ١٧٣ - ١٧٤: معناه: يتخلَّق بذلك يصير في معنى المشارك، وهذا وعيد شديد في الكبر، مصرَّح بتحريمه، وأما تسميته إزارًا ورداء فمجاز واستعارة حسنة، كما تقول العرب: فلان شعاره الزهد، ودثاره التقوى، لا يريدون الثوب الذي هو شعار أو دثار، بل معناه: صفته. كذا قال المازري. ومعنى الاستعارة هنا: أن الإزار والرداء يلصقان بالإنسان ويلزمانه، وهما جمال له، قال: فضرب ذلك مثلًا لكون العز والكبرياء باللهِ تعالى أحق له وألزم، واقتضاهما جلاله. ومن مشهور كلام العرب: فلان واسع الرداء، وغمر الرداء، أي: واسع العطية. (١) رجاله ثقات، إلا أن عطاء بن السائب اختلط. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" ورقة ٢٦٤: ولم يعرف حال عبد الرحمن بن محمَّد المحاربي هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده. وهو في "صحيح ابن حبان" (٥٦٧٢). وقد صح من طريق عطاء من حديث أبي هريرة، وهو السالف قبله.