للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٦٧ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُحَدِّثُ أَبِي

عَنْ عَمِّهِ: أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ (١).


= وأخرجه أبو داود (١١٦٥)، والترمذي (٥٦٦) و (٥٦٧)، والنسائي ٣/ ١٥٦ و ١٥٦ - ١٥٧ و ١٦٣ من طريق هشام بن إسحاق، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وهو في "مسند أحمد" (٢٠٣٩)، و "صحيح ابن حبان" (٢٨٦٢).
قوله: "متبذلًا" من التبذُّل: وهو ترك التزيُّن والتهتُّؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع. و "مترسلًا" أي: متأنيًا.
وقوله: "فصلى ركعتين كما يصلي في العيد" ذهب إلى هذا سعيدُ بن المسيب، وعمر بن عبد العزيز ومكحول والشافعي وابن جرير الطبري. وذهب جمهور العلماء إلى أنه يكبر فيهما كسائر الصلوات تكبيرة واحدة للافتتاح، وأجابوا عن حديث ابن عباس أن المراد من قوله: "كما يصلي في العيدين" يعني في العدد والجهر بالقراءة وفي كون الركعتين قبل الخطبة.
وقوله: "ولم يخطب خطبكم هذه" قال الزيلعي في "نصب الراية" ٢/ ٢٤٢: مفهومه أنه خطب، لكنه لم يخطب خطبتين كما يفعل في الجمعة، ولكنه خطب واحدة، فلذلك نفى النوع ولم ينفِ الجنس. ويؤيد ما ذهب إليه الزيلعي حديث عائشة عند أبي داود (١١٧٣) أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطب خطبة واحدة. وهو حديث حسن.
والأمير الذي لم يُسم جاءت تسميته في رواية النفيلي: الوليد بن عتبة، وقال عثمان ابن أبي شيبة: عقبة، وهو خطأ، والصواب قول النفيلي وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان بن حرب، وكان أمير المدينة لِعمه معاوية، ووصفه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٣/ ٥٣٤ بأنه كان ذا جُود وحلم وسُؤْدُد وديانة، وقال يعقوب الفسوي: أراد أهل الشام الوليد بن عتبة على الخلافة، فطُعِنَ، فمات بعد موت معاوية بن يزيد.
(١) إسناده صحيح. سفيان: هو ابن عيينة، وعبد الله بن أبي بكر: هو ابن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم، وعمُ عباد: هو عبد الله بن زيد المازني. =

<<  <  ج: ص:  >  >>