للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مكة يقول: سلمه لى، وأسلّم إليك مالا جزيلا. فاتفقا على ذلك، ثم إن راجحا قال لأمير الحاج: أجمع لك أكثر مما دفع إليك وسلّم لى مكة. فأجابه إلى ذلك، وعزم آقباش على دخول مكة وتسليمها لراجح؛ فمنعهم حسن من دخول مكة، وأغلق أبوابها، فنزلوا الزاهر، فتقدم آقباش إلى مكة مقاتلا لصاحبها حسن - وكان حسن قد جمع جموعا كثيرة من العرب وغيرها - فخرج إليه حسن من مكة وقاتلهم، وتقدم أمير الحاج آقباش عن عسكره منفردا، وصعد جبل الحبشى؛ إدلالا بنفسه بأنه لا يقدم عليه أحد، فأحاط به العرب أصحاب حسن فقتلوه فى يوم الأربعاء خامس عشر ذى الحجة، وحملوا رأسه إلى حسن، فنصبوه على رمح بالمسعى عند دار العباس، ثم دفن بقية جسده بالمعلى، وانهزم عسكر أمير الحاج بعد قتله، وأحاط أصحاب حسن بالحاج لينهبوهم، فأرسل إليهم حسن عمامته أمانا للحاج، فعاد أصحابه عنهم ولم ينهبوا منهم شيئا (١).

وسكن الناس، وأذن لهم حسن فى دخول مكة، وفعلوا ما يريدون من المناسك والبيع والشراء، وغير ذلك، بعد أن أراد نهبهم فمنعه أمير الحاج الشامى المبارز المعتمد والى دمشق، وخوّفه من الأخوين الكامل صاحب مصر، والمعظم صاحب دمشق، فأجابه وكفّ عن ذلك (٢).


(١) الكامل لابن الأثير ١٦٦:١٢، والعقد الثمين ١٦٧:٤، وشفاء الغرام ٢٣٤:٢، ٢٣٥.
(٢) العقد الثمين ١٦٧:٤، ١٦٨، ١٧٠، والذيل على الروضتين ١٢٣، وشفاء الغرام ٢٣٤:٢.