للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهرب راجح إلى جهة اليمن، ثم توجّه إلى مسعود ملك اليمن (١).

وأقام الحاج بمكة عشرة أيام، وعادوا مع الركب الشامى؛ فوصلوا العراق سالمين، وعظم الأمر على الخليفة، وحزن على آقباش حزنا عظيما، ولم يخرج فى الموكب للقاء الحاج على العادة. ووصلت رسل حسن بن قتادة يعتذر، ويطلب العفو منه، فأجيب إلى ذلك (٢).

ويقال إن راجح بن قتادة قصد أمير حاج العراق آقباشا بعرفات وقال له: أنا أكبر ولد قتادة. وبذل له وللخليفة مالا ليساعده على ولاية مكة؛ فلم يجبه. وجاء معه، فظنّ حسن أن آقباشا قد وافقه عليه وولاّه؛ فأغلق أبواب مكة. فركب آقباش ليسكّن الفتنة ويصلح بين الأخوين، وقال: ما قصدى قتال. فلم يلتفتوا له، فثار العبيد الأشرار فحملوا عليهم فقاتلوه؛ فانهزم أصحابه عنه، وبقى وحده وعقرت فرسه، فسقط، فذبحوه وعلّقوا رأسه (٣).

ويقال إن الشريف حسن بن قتادة كان مهتما لهذه الفتنة؛ لأنه كان فى حاج الشام هذه السنة فخر الدين منصور بن عساكر، فجاء


(١) العقد الثمين ٣٧٣:٤.
(٢) الكامل لابن الأثير ١٦٦:١٢، والعقد الثمين ٣٢٣:٣، ٣٢٤.
(٣) الذيل على الروضتين ١٢٣، والعقد الثمين ٣٢٣:٣، ١٦٧:٤، وشفاء الغرام ٢٣٤:٢. وانظر مفرج الكروب ١٢٢:٤ - ١٢٤.