للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باتفاق طاز وبيبغاروس؛ فكتب إلى طاز وبزلار أمير الركب بالقبض على بيبغاروس قبل دخول مكة، وتوجه إليهما طيلان الجاشنكير، وقد رسم له أن يتوجّه بيبغاروس إلى الكرك. وجرّد فياض وعيسى بن حسن إلى العقبة، ثم خرج الأمير أردلان (١) بمضافه تقوية لهما. فلما قدم طيلان على طاز وبزلار كتبا إلى أزدمر الكاشف يعلمانه بمارسم لهما من مسك بيبغاروس، ويؤكدان عليه فى استمالة الأمير فاضل (٢) والأمير محمد بن بكتمر وبقية من معه (٣) وتعجيزهم عن القيام معه، فأجدّ (٤) فى ذلك. ثم كتبا لبيبغاروس أن يتأخر لسماع مرسوم السلطان حتى يكون دخولهم مكة، جميعا؛ فأحسّ بالشر، وهمّ أن يتوجه إلى الشام، فما زال أزدمر الكاشف به حتى رجعه عن ذلك. وعند نزوله المويلحة (٥) قدم طاز وبزلار، فتلقاهما وأسلم نفسه من غير ممانعة، وأراد تسليمه لطيلان حتى يحمله إلى الكرك فرغب إلى طاز أن يحج معه، فأخذه صحبته متحفظا به وكتب بذلك؛ فتوهم السلطان ومغلطاي أن طاز قد مال مع بيبغاروس وتشوّشا تشوشا زائدا، ثم أكد ذلك ورود الخبر بعصيان أحمد (٦) فى


(١) فى الأصول «بزلار» والمثبت عن السلوك للمقريزى ٨٢٧:٢/ ٣.
(٢) فى النجوم الزاهرة ٢٢٨:١٠ «أنه أخو الأمير بيبغاروس».
(٣) أى من مع بيبغا؛ كما ورد فى المرجع السابق.
(٤) أى أزدمر الكاشف.
(٥) المويلحة: منزلة من منازل الحاج على شاطئ البحر الأحمر جنوبى العقبة، قامت على أنقاض مدينة مدين، وانظر هامش النجوم الزاهرة ٢٢٣:١٠.
(٦) هو الأمير أحمد الساقى نائب صفد، ثم نائب حماة. قتل بقلعة حلب مع غيره من الأمراء المقبوض عليهم سنة ٧٥٤ هـ. (النجوم الزاهرة ٢٢٢:١٠، ٢٢٥، ٢٩٣).