صفد، وظنوا أنه مباطن لبيبغاروس. فأخرج طيلان ليقيم على الصفراء حتى يرد الحاج إليها فيمضى ببيبغا إلى الكرك.
ودخل المجاهد مكة فى يوم الأربعاء رابع الحجة. ودخل معه السيد ثقبة وأخواه سند ومغامس بغير رضاء السيد عجلان؛ لأنه كان منعهم والمجاهد من دخول مكة، فغلبوه ودخلوها، فلم يسهل ذلك بالسيد عجلان. ولم يفعل المجاهد بمكة خيرا ولا معروفا لأحد من أهل الحرم ولأقوامه، ولا التفت إلى السيد عجلان ولا أنصفه، ولا التفت إلى أحد من الأشراف والقواد، ولا أمير الحاج المصرى بزلار، وإنما أقبل على الأمير طاز أحد الأمراء؛ فنقل إلى السيد عجلان أنه إذا سافر المصريون من مكة يولى صاحب اليمن أخاك ثقبة ويترك معه قطعة من العسكر، وربما أنه يريد إمساكك ويسير بك معه معتقلا؛ فأثر الكلام فى قلبه فدخل على أمير الركب المصرى بزلار والأمراء المصريين وقال لهم: إن صاحب اليمن يريد أن يقيم فى مكة بعد توجهكم، ومراده أن ينزع كسوة البيت ويكسوه بكسوة جاء بها معه من اليمن، ويريد أن يولى فى مكة واليا من جهته، ويترك معه جندا من اليمن، ويغيروا أوضاعكم، ولا يتركوا لكم فى مكة أمراء. وها هو فى جمع يسير من أهل اليمن، ولكن لا طاقة لنا بهم، ومن المصلحة أنه لا يفوت وإن لم تفعلوا قدمت معكم إلى مولانا السلطان - يعنى صاحب مصر - وتركت مكة له وبرئت من العهدة. فأثّر هذا الكلام فى قلوبهم، فاتفق رأيهم ورأى عجلان على الإقدام على المجاهد.
فقال الشريف وأهل مكة: نحن نجعل عيوننا عليه متى افترقت عسكره