للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام (١) الشريف ثقبة أربعة أيام ثم مات (١)، فحمل إلى مكة والشريف عجلان معه يظهر الحزن والبكاء، ودفن يوم الثلاثاء تاسع عشرى رمضان بحذاء قبر أبيه السيد رميثة، داخل القبة عند القبر المعروف بقبر ستنا خديجة الكبرى ، وذلك بعد صلاة الصبح مع طلوع الشمس، والسيد عجلان قائم على قبره حتى دفن، فعزاه الناس فى أخيه، وهنئوه بوصوله إلى مكة وولايته لها (٢).

ثم توجه السيد عجلان - وقدامه أهل مكة وغلمانه ومماليكه، وكثير ممن حضر جنازة السيد ثقبة - ودخل مكة، فلما استقر فى المسجد الحرام أمر ولده أحمد فطاف، وأمر عبد السلام المؤذن بالدعاء له على زمزم جهرا، وبعد المغرب على زمزم أيضا؛ كما يدعى لسلاطين مكة، ثم بعد ذلك قام هو فطاف ودعا له المؤذن. ويقال إن السيد عجلان طاف أولا. ودعى له على زمزم، فلما فرغ من طوافه أمر ولده أحمد فطاف. وجعل لولده ربع المتحصل لأمير مكة يصرفه فى خاصة نفسه، وعلى السيد عجلان تكفية العسكر (٣)، وأمره بقصد أخواله القواد ذوى عمر ليعضدوه، وقال السيد عجلان: قد بلغنا بمصر عند السلطان مرض السيد ثقبة، فرسم السلطان أن أولى أحمد إذا مات ثقبة، فإن قلتم لا، عرّفت السلطان ذلك وأنكم رددتم مرسومه،


(١) عبارة الأصول «وأقام أربعة أيام الشريف ثقبة ثم مات».
(٢) وانظر العقد الثمين ٣٩٨:٣، ٦٨:٦.
(٣) العقد الثمين ٨٨:٣.