عدة صفوف، فأقبل موسى إليه راجلا يشقّ الصفوف - وهى تفرج له - حتى انتهى إلى السيد حسن - وهو راكب - فسلّم عليه وسأله فى العود، فعاد الشريف حسن بعد ذلك بأيام إلى مكة، فانتهى إلى موضع بالقرب منها يقال له الأطوى (١) فى ربيع الآخر، ثم دخل مكة بعد أيام من وصوله إلى الأطوى.
وخلع عليه الأمير بيسق يوم دخوله إلى مكة، واحتفل بلقائه؛ لأنه لما توجه لحلى استنابه فى الحكم بمكة، ثم نقم عليه السيد حسن بعض أوامره بمكة، منها أنه فى أوّل ربيع الآخر أمر بنقل السّوق من المسعى إلى سوق الليل؛ فأمر السيد حسن بإعادته إلى المسعى فى عاشر جمادى الآخرة. ومنها أنه فى جمادى الأولى كتب شفاعات لنفسه، وذكر فيها أنه أزال من مكة المنكر؛ فأخذ ذلك منه السيد حسن. ومنها أنه عمل قفلا ومفتاحا للكعبة، وركّبه فى باب الكعبة ٢٧٥ وقت العصر فى اليوم الثانى والعشرين من جمادى الأولى، وأخذ القفل والمفتاح اللذين كانا على الكعبة؛ فأخذ السيد حسن منه القفل والمفتاح القديمين وأعادهما إلى الكعبة. ومنها أنه أمر بسدّ الشبابيك التى بالجانب الغربى من المسجد الحرام؛ فأذن السيد حسن فى فتحها. ومنها أنه فى جمادى الأولى منع الدعاء لصاحب اليمن على زمزم بعد المغرب؛ فأمر السيد حسن بالدعاء له.
(١) الأطوى: بئر فى جنوب غربى مكة على بعد ثمانين كيلا منها. (وانظر معجم البلدان لياقوت، ومعالم مكة للبلادى).