للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عجلان إلى لقائه، وكشف عن الخبر فتبيّن أن محمل العراق قدم ومعه حجاج ضعاف بغير عسكر، وأن الذى جهّزهم من بغداد متوليها من قبل تيمور لنك - وكان الحج من بغداد قد انقطع من سنة سبع وتسعين - فلما قضوا مناسك الحج تأخروا بعد مضيّ الركب المصرى يوما، ثم قاسوا طول الكعبة وعرضها، وعدّوا عمد المسجد الحرام وأبوابه، فأسر إلى السيد حسن رجل ممن حضر معهم من بنى حسن بأن تيمور لنك كان قد عزم على بعث جيش عدتهم عشرة آلاف فارس صحبة المحمل؛ فخوّف من عطش الدّرب، فأخرهم وبعث لكشف الطريق حتى يبعث من قابل عسكرا لكسوة الكعبة (١).

وفيها أرسل السيد حسن هبة بن أحمد بن عمر الحسنى لبلاد العراق، وعاد بغير طائل من البر (٢).

وفيها شفع الملك الناصر أحمد بن إسماعيل صاحب اليمن إلى السيد حسن بن عجلان فى تركه التشويش على موسى صاحب حلى؛ فما أبعده. وحثه على الموافقة شيخنا القاضى شرف الدين إسماعيل بن المقرى بقصيدة مدحه فيها وهى:

أحسنت فى تدبير ملكك يا حسن … وأجدت فى تحليل أخلاط الفتن

ما كنت بالنّزق العجول إلى الأذى … عند النّزاع ولا الضّعيف أخى الوهن


(١) السلوك للمقريزى ١١٦٠:٣/ ٣، وشفاء الغرام ٢٥١:٢، ودرر الفرائد ٣١٧.
(٢) العقد الثمين ٣٦٦:٧.