للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تمسى ورأيك عن هواك معوّق … والغرّ ملق فى يد الأهوا الرّسن

داء الرياسة فى متابعة الهوى … ودواؤها فى الدّفع بالوجه الحسن

وإذا الفتى استقصى لنصرة نفسه … قلب الصديق لحربه ظهر المجن

لا تصغ إن شرّ دعا فالشر إن … تنهض له ينهض وإن تسكن سكن

وسديد رأيك لا يحرّك فتنة … سكنت وإن حركته الغصن اطمأن (١) /

ردّ العدوّ إلى الصداقة حكمة … صفّت من الأكدار عيش ذوى الفطن

بالسيف والإحسان تقتنص العلى … وحصولها بهما جميعا مرتهن

لا خير فى منن ولا سيف له … ماض ولا فى السّيف ليس له متن

فى السيف جور فاجتنب تحكيمه … ما لم يضع أمر المهيمن أو يهن

أما حلىّ فإن خوفك لم يدع … أهلا بها للوابرين (٢) ولا وطن

أجليتهم عنها وجسمك وادع … فى مكة لم يحوجوك إلى ظعن

تركوا لك الأوطان غير مدافع … وتعلقوا بذرى الشوامخ والقنن

حفظوا نفوسا بالفرار أظلّها … سيف على الأرواح ليس بمؤتمن

ولحفظها بالفرّ (٣) أكبر شاهد … لك بالعلى فلم التّأسّف والحزن

فاغمد سيوفك رغبة لا رهبة … ما فى قتيل فرّ مرعوبا سمن

واكرم سيوفك عن دماء طرادها … فالحرّ يكرم سيفه أن يمتهن

قد كان لا يرضى يجرّد سيفه … فى ظهر من ولّى أبوك أبو حسن


(١) كذا فى الأصول. وفى سمط النجوم العوالى ٢٦٢:٤ «سكنت وإن حرّكنه الفتن اطمأن».
(٢) كذا فى الأصول. وفى المرجع السابق «للزائرين».
(٣) فى الأصول «بالعز» والمثبت من سمط النجوم العوالى ٢٦٢:٤.