قد أخذت ركابهم وسلبوا … ثيابهم وغنموا ونهبوا
وقتلت هذيل منهم واحد … ودخل الأتراك كلّ شارد
فى ذلة منكسرين الجانب … وذاك رأى لم يكن بالصائب
فردّ ما كان عنهم قد ذهب … وزال عنهم كل هم ونصب
وعصر ثالث أتوا للعمرة … وقلب كلّ قد كوى بجمرة
وقام فيروز يريد صلحا … بين الأميرين وكان نجحا
فقال بدر الدين من معى فقد … جاء بظلم وبرأسه برد
فلا يقيم بيسق بذى البلد … إلا بتسليم السلاح والعدد
فاتفقوا وأرسلوا القصادا … بكتب قد حوت المرادا
فسلم الرايات والذى معه … ثمان أحمال أتت مجمّعه
ودخل الحجاج عصر الرابع … ما بين عطشان وبين جائع
واجتمع الحجاج يوم الخامس … ولم يواسوا أحدا بدارس
ولم يزل أميرهم فى خوف … طول الثمان نادما فى حيف
وطاف بالسلاح والترك معه … قلوبهم من خوفهم منقطعه
حتى أتى الثامن نادى الندا/ … ألا يحج أحد فليدر ذا
إنى نصيح لكم هاذى الأمم … فلم يحج عرب ولا عجم
إلا قليل طلبوا الحج فلم … يمنعهم فنهبوا وما ظلم
وحج من أم القرى خمسون … أو نحوها وكلهم يمشون
لذلك الخلق جميعا خلفوا … فى مكة فحزنوا وحلفوا
بأن هذا لم يكن جرى لنا … نحن ولا أبائنا من قبلنا
والعيد صلوه بمكة وما … قط جرى نظير هذا فاعلما