للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيا ملكا بالله أضحى مؤيدا … ومنتصبا فى ملكه نصب تمييز

كسرت بمسرى نيل مصر وتنقضى … وحقّك بعد الكسر أيام نوروز

وفى هذين البيتين من الكياسة التورية بالنوروز الذى يكون بإثر كسر النيل - وهو يوم مشهور عند المصريين بما يقع فيه من المجون - ونوروز الذى كان أميرا بالشام وقتله السلطان، وفيهما من الكياسة أيضا صحة الاتفاق المقول؛ فإنه قد لا يتم الظفر بنوروز فتمّ (١).

وفيها فى الموسم تخوّف السيد حسن من أمير الحاج المصرى، وتوقف عن ملاقاة المحمل بنفسه، فما قنع منه أمير الحاج بغير حضوره بنفسه، فوافق على ذلك لمّا لم يجد بدا بعد أن توثق من أمير الحاج، والتزم له بما يحسن من الخدمة وللسلطان بثمن ما أخذه من الغلة التى بعثها السلطان للبيع (٢). وخلع عليه الأمير وعلى ولديه لمّا خدموا على العادة.

فلما كان فى يوم الجمعة خامس ذى الحجة وقع بين أمير الحاج المصرى جقمق المؤيدى ومن انضم إليه، وبين القواد العمرة قتال فى المسجد الحرام، وخارجه بأسفل مكة، انتهكت فيه حرمة المسجد؛ لما حصل فيه من القتال بالسلاح والخيل وإراقة الدم فيه، وروث الخيل وطول مقامها فيه. ولا يعلم أن المسجد الحرام انتهك نظير هذا الانتهاك من بعد الفتنة المعروفة بفتنة قندس فى سنة إحدى وستين وسبعمائة. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.


(١) العقد الثمين ١١٨:٤، ١١٩.
(٢) فى الأصول «لينبع» والمثبت عن العقد الثمين ١١٩:٤.