للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المصرى. وباتت الخيل فى المسجد حتى الصباح. وأوقدت فيه مشاعل الأمير، ومشاعل المقامات الأربعة، وبات فيه جمع كثيرون من الحجاج المصريين فى وجل كثير. فلما كان بكرة يوم السبت سادس ذى الحجة/ انضم السيد حسن إلى القواد بالطنبداوى. وحضر إلى السيد حسن فى هذا اليوم جماعة من أعيان مكة والحجاج، فبدا من السيد حسن ما يدلّ على كراهته لما وقع من الفتنة، ورغبته فى إخمادها، وبعثهم بذلك إلى أمير الحاج؛ فعرفوه بذلك، فبدا من أمير الحاج مثل ما بدا من السيد حسن، وأجاب إلى ما سئل فيه من إطلاق الذى أدّبه، على أن يفعل السيد حسن ما يحصل به طمأنينة الحاج من الحلف (١) على رعايتهم وغير ذلك؛ فوافق على ذلك السيد حسن، وبعث ولده السيد أحمد إلى أمير الحاج مطمئنا له، فخلع عليه وأطلق مولى القواد واسمه جراد. وسكنت الخواطر لذلك، وباع الناس واشتروا. وفى هذه الواقعة يقول الأديب زين الدين شعبان بن محمد الآثارى:

وقع الغلاء بمكة … والناس أمسوا فى جهاد

والخبز قلّ فها هم … يتقاتلون على جراد (٢)

وأعرض السيد حسن عن الحج فى هذه السنة بغالب عسكره، وكذا القواد، فقام بحفظ الحاج من أهل مكة وغيرهم من الحاج (٣).


(١) كذا فى الأصول. وفى المرجع السابق «بالبحث على».
(٢) سمط النجوم العوالى ٢٥٦:٤.
(٣) وانظر العقد الثمين ١١٩:٤، وإنباء الغمر ٣٩، ٤٠، والسلوك للمقريزى ٢٩١:٤/ ١.