للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عانده، فمضى الفقهاء إليهم وأخبروهم بذلك، فتأخروا عنه إلى جوف مكة، بعد أن توثقوا ممن أجار فى كفّ القتال. ودخل السيد حسن من السور بجميع عسكره، وخيّم حول بركتى (١) المعلاة، وأقام هناك حتى أصبح. وفارق السيّد رميثة مكة فى ليلة الأربعاء، ودخل السيد حسن فى بكرة يوم الأربعاء. وبعد فراغه من الطواف وركعتيه أتى إلى جهة باب الصفا، فقرئ هناك توقيعه بإمرة مكة - وتاريخه ثامن عشر رمضان - وكتاب السلطان بذلك بحضرة القضاة والأعيان، وخلق لا يحصون كثرة، وكان يوما مشهودا. وركب بعد ذلك فدار البلد، ونادى بالعدل والأمان.

وكان قد أمّن المعاندين له خمسة أيام؛ فتوجهوا إلى جهة اليمن، وبعث لابن أخيه رميثة بزوّادة ومركوب، وانتهى رميثة ومن معه إلى قرب حلى.

وعوض السيد حسن لباب المعلاة - عوض الباب المحروق - بابا جيدا، كان لبعض دوره بمكة، وكان ينقص عن مقدار باب المعلاة، فزاد فيه وأكمله. وأحكم الزّيادة فيه، وركب فى محله يوم الجمعة ثانى عشر القعدة، وأمر السيد حسن بعمارة ما أخرب من السور؛ فعمر ذلك فى بقية شوال، وفى أول ذى القعدة. وبعث السيد حسن إلى القواد العمرة يستميلهم؛ فقدم عليه منهم جماعة أيام الحج، وسألوه فى مصافاتهم والإحسان إليهم؛ فأجابهم إلى ذلك بشرط أن ينثنوا عن ابن أخيه ويلجئوه إلى السفر إلى اليمن، فإذا فارق حلى مسافرا إلى اليمن قدموا عليه فأنالهم قصدهم، فأظهروا له الموافقة على ذلك (٢).


(١) فى الأصول «بركة» والمثبت من العقد الثمين ١٢٤:٤، والسلوك للمقريزى ٣٧١:٤/ ١.
(٢) وانظر مع المرجعين السابقين شفاء الغرام ٢١٠:٢، وإنباء الغمر ٩٣:٣.