للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برمش وغيره من أعيان مكة أنّ توقيع القاضى عز الدين ناسخ لتوقيع أبى السعادات، ومانع (١) له من المباشرة. ونازع القاضى أبو السعادات فى ذلك بحضور صاحب مكة وغيره من قضاتها وتغرى برمش، وتعلّق فى ذلك بمثال شريف إلى أمير مكة، يتضمن إعلامه بولاية القاضى أبى السعادات، وذكر أنه كتب بعد توقيع عز الدين، ونسب إلى زيادة «ين» فيه بعد عشر، وإنما هو مؤرخ بخامس عشر صفر، وصمّم تغرى برمش على منعه من المباشرة؛ فأساء فى حقه القاضى أبو السعادات. ووافق صاحب مكة وغيره من أعيانها على ما اختاره تغرى برمش (٢) من منع القاضى أبى السعادات من الخطابة (٢).

وفيها سعى بعض الناس عند بعض حكام مكة من جهة الدولة فى الإذن بأن توقد مشاعل المقامات، ويمدح على المنائر فى ليلة هلال رجب؛ ففعل ذلك فى هذه الليلة. ولما عرف بالوقيعة تغرى برمش خرج من بيته بالمدرسة المجاهدية لمنع ذلك - ولم يكن له علم بموافقة الحاكم على ذلك - فناله من العامة أذى عظيم من عظيم الذم، وربما أن بعضهم أوقع به الفعل، ولولا دفع من يعرفه من الترك عنه لكثر تضرره مما ناله من ذلك. وكان ذلك فى غيبة صاحب مكة


(١) فى الأصول «وما بقى» والمثبت من العقد الثمين ٩٠:٣.
(٢) كذا فى م. وفى ت «على منعه من المباشرة من الخطابة». وفى العقد الثمين ٣٩١:٣ «من منع ابن أبى البركات من الخطابة».