للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها بعث علاء الدين القائد لعمارة عين بازان؛ فعمّر فيها ما لم يعمّر فى النوبة الأولى، وبعض ما عمّر فيها لتخربه بالسيل، ووصل الماء إلى مكة بعد ذلك فى آخر صفر، وكان جريانه قليلا؛ فزادوا فى هذه العمارة حتى [كثر] (١) جرى الماء، وعظم النفع به، بحيث بيعت الراوية بنصف مسعودى، وبجايز، وبدرهم؛ وهذا أكثر ما بيعت به الراوية بعد عمارة العين فى النوبة الثانية، وكان جريانه القوى فى هذه العمارة فى ربيع الأول. ثم بلغ إلى البركة التى بأسفل مكة خارج باب الماجن.

وفيها - فى سابع ربيع الأول - هدمت ظلة المؤذنين التى فوق البيت الذى فيه بئر زمزم؛ لخرابها وخراب أساطينها الخشب من أكل الأرض لذلك، وسلخ من هذا البيت جميع الجدار الذى يلى الكعبة، والجدار الشامى الذى يلى مقام الشافعى من أعلاها إلى أسفلها وبنى ما سلخ من الجدارين حتى كمل بناؤهما بحجارة منحوتة فى غالب ذلك، وحجارة غير منحوتة، بعد أن وسعوا فى عرض الجدارين، ووسعوا الأحواض التى فيها من داخل البيت، وكل ذلك مبنى بالنورة وعمل ذلك جميعه على هيئته الموجودة الآن، وفرغ من عمل ذلك كله فى رجب من هذه السنة. والمتولى لمصرف هذه العمارة الخواجا شيخ على الكيلانى (٢).


(١) إضافة عن شفاء الغرام ٣٤٨:١، وانظر درر الفرائد ٣٢١.
(٢) انظر هذه العبارة بأوضح مما هنا فى شفاء الغرام ٢٤٩:١، ٢٥٠، وانظر ترجمة الشيخ على الكيلانى فى الضوء اللامع ٣١٣:٥ برقم ١٠٣٤.