للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقدمين من الألوف بمصر والطبلخانات، وغيرهم من المماليك السلطانية الأشرفية ما لا يعهد مثله فى الكثرة، وأرسلوا إلى الشريف حسن فى الوصول إلى مكة، فلم يصل واعتذر بالضعف. وحضر إليهم ولده السيد بركات؛ فأكرموه، ولاقى أمير الركب الأول ثم أمير المحمل، وخلع عليه من عنده، ولم يمكنه من خلعة إمرة مكة المجهزة لوالده، وشاع فى الناس أن الأمير قرقماس أحد الأمراء الواصلين لمكة مقيم بها مع ابن عنان بن مغامس بن رميثة، وبلغ ذلك السيد حسنا فكثر تضرره. ولما أيسوا من وصول السيد حسن بعثوا للسيد رميثة بن محمد بن عجلان يستدعونه سرّا، وأطمعوه بولاية مكة - وذلك فى يوم عرفة أو يوم التروية - فلم يستطع الوصول إليهم؛ لأنه كان مقيما عند عمه (١).

وجرى من أمراء الحاج حراسة حسنة فى توجههم لعرفة ورجوعهم إلى منى، وباتوا بمنى فى ليلة التاسع إلى الفجر أو قربه، ٤٦٨ وساروا إلى عرفة فبلغوها بعد الشمس بقليل؛ وسبب مبيتهم بمنى تخيّلهم نهبا (٢)، وأقاموا بعرفة إلى الغروب، ودفعوا إلى مزدلفة. فلم يستطع أحد من الحرامية التعرض للحاج بسوء فى مأزمى عرفة ولا غيره؛ لعناية الأمراء وجماعتهم بحراسة الحاج (٣).


(١) العقد الثمين ١٤٦:٤، ١٤٧، ٢٠٣:١.
(٢) كذا فى الأصول. وفى شفاء الغرام ٢٥٩:٢ «خوف النهب».
(٣) وانظر العقد الثمين ٢٠٣:١، ٢٠٤، ١٤٧:٤.