للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم النحر اجتمع السيد بركات ببعض الأمراء بمكة، وخدمهم عن أبيه بخمسة آلاف أفلورى ذهبا، أو ستة آلاف فيما قيل، وكان الأمراء يرجعون فى مصالح الحج والرجبية إلى رأى المقر الزينى عبد الباسط ناظر الجيوش المنصورة، وكان الأشرف فوّض إليه أمر مكة وعمل المصلحة فيها؛ لكفايته وعظم رتبته. فمشت الأحوال بمكة على السداد، وبدت منه - على عادته بمكة - صدقات مبرورة، وأفعال مشكورة. وهذه حجّته الثانية (١).

وانقضت أيام الحج وأحوال الناس من الحجاج وغيرهم مستقيمة، وسافر الأمراء من مكة، ولم يحدثوا بها حدثا، وما تخلّف منهم أحد بمكة، ولكن بعضهم متغير على السيد حسن، فأقام الأمير قرقماس بالينبع بعد سفر الحاج منها ينتظر ما يؤمر به. وتوجه مع الأمراء صاحب ينبع السيد مقبل بن مخبار راغبا فى الطاعة (٢).

وفيها أزيلت كسوة الناصر حسن للكعبة من داخلها، وعوضت بكسوة جديدة حمراء، أنفذها الأشرف برسباى على يدى عبد الباسط ناظر الجيش، وجعلت فى جوف الكعبة فى موسم هذه السنة (٣).


(١) العقد الثمين ٢٠٤:١.
(٢) العقد ١٤٧:٤، والسلوك للمقريزى ٦٥٥:٤/ ٢، والنجوم الزاهرة ٢٦١:١٤.
(٣) الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ٢١٢، وتاريخ الكعبة المعظمة ٢٦٥، وكلاهما ينقل عن ابن فهد.