للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمير مقبلا القديدي، والخواجا شيخ على الكيلانى الناظر فى العمارة، فجمعت القضاة الأربعة، وناظر الحرم يوم السبت سادس عشر صفر، وفتح البيت الشريف، وحضر نائب البلد، وجمال الدين يوسف المهندس - وجاء بالصّنّاع - وكشف الأسطوانة من فوقها، فوجدت تحت الحائر وليس الحائر متكئا عليها، وإنما هى قائمة صورة للزينة؛ فجيء لها بسلم طول البيت؛ عمل برسم ذلك ونصب لاصقا له، وردّت وشدّت إلى مكانها برفق كبير من غير صوت ولا كثير ضرب، ثم جعل فى القاعدة التى على العمود ثلاث صفائح من حديد متصلة بالحائر الذى فوقها وافتقد (١) تحتها؛ فأخرج منه نشارة الخشب وفتاته، حتى خلى ما تحتها، ثم أذيب الجبس، ووضع تحت العمود، وأتقن أمرها. فلله الحمد.

وفيها - فى المحرم - عمّر رخام كثير بأرض الحجر وجدره فى باطنه وظاهره وأعلاه - فى هذه الأيام - على يد الأمير مقبل القديدى (٢).

وفيها عمر باب الجنائز على صفته الآن؛ لأنه كان قد سقط [ما فوق] (٣) أحد البابين إلى منتهى جدار المسجد الحرام المقابل


(١) أى تفقد بمعنى: دقق النظر ليعرف ما تحته حق المعرفة.
(٢) شفاء الغرام ٢١٦:١.
(٣) إضافة عن شفاء الغرام ٢٢٩:١، والإعلام بأعلام بيت الله الحرام ٢١٠.