فوصلوا الجديد فى خامس عشرى شعبان وأقاموا به، ثم توجهوا إلى خيف بنى شديد، ونهبوا فى ليلتهم من الصيافة من أرض حسّان إلى الخيف، فعند ذلك توجّه لهم السيد أبو القاسم بن حسن ومن معه من القواد ذوى عمر، وذوى حميضة، وذوى عجلان، وذوى الحسن، والتحقوا بهم فى شعب يقال له الميثاه بقرب هدة بنى جابر، فى تاسع عشرى شعبان، فتقاتل الفريقان؛ فانتصر الشريف أبو القاسم وقتل جماعة من رؤساء الأشراف، منهم السيد على بن أبى سويد بن دعيج بن أبى نمى، وابنه مبارك، وأخوه جلبان بن أبى سويد، وابن عمه ميلب بن محمد بن أبى سويد، والشريف على ابن أحمد بن حمزة بن راجح بن أبى نمى، وهيازع بن على بن مبارك ابن رميثة، وقاسم بن أحمد الكردى، والقائد وبير بن محمد بن رشيد نائب السيد على بن عنان بمكة. وكسروا كسرة شنيعة وتفرقوا وتشتتوا. ثم التحق عسكر السيد أبى القاسم بالأشراف طردا إلى الهدة، فقتل محجة بن راجح بن حناش (١)، ومبارك الدياصى، وثلاثة مولدين: على بن قاسم بن مبارك الساسى، وحسب الله أبو ناجى، وعلى الرمان. وهرب من بقى منهم إلى صوب ينبع، وأقاموا بها عند عقيل صاحب ينبع، وصفت البلاد للسيد أبى القاسم، وحفظها حفظا حسنا، وكانت رخيّة.
(١) كذا فى م. وفى ت «محمد بن راجح بن حساس» ولم نعثر على ترجمة لأى من الاسمين فيما تيسر من المراجع.