للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصل السيد بركات وأخوه إبراهيم إلى القاهرة فى ثالث عشرى رمضان، وحضرا بين يدى السلطان فأكرمهما، وخلع عليهما خلعتين وفوّض إمرة مكة للسيد بركات فى سادس عشريه على أن يقوم بما تأخر على والده؛ وهو مبلغ خمسة وعشرين ألف دينار؛ فإنه كان قد حمل قبل موته - من الثلاثين ألف دينار التى التزم بها - خمسة آلاف دينار. وألزم السيد بركات أيضا بحمل عشرة آلاف دينار فى كل سنة، وألاّ يتعرض لما يؤخذ بجدة من عشور بضائع التجار الواصلة من الهند وغيره (١).

وألزم السلطان السيد إبراهيم بموافقة أخيه بركات، وعاهد ٣٨٦ بينهما، وأخذ على إبراهيم العهود والمواثيق أن يكون طائعا أخاه، ولا يخالف فى البلاد، وحلف إبراهيم له على ذلك، وخلع عليهما خلعة التسفير، وتجهزا إلى مكة؛ فسافرا فى حادى عشر شوال (٢)، فوصلا مكة فى أول العشر الأوسط من القعدة، وقرئ عهد الولاية للسيد بركات، وطاف بالكعبة، ونودى له على زمزم، ولبس التشريف بالمسجد الحرام.

وحج فى هذه السنة من الأعيان الطواشى ياقوت مقدم


(١) السلوك للمقريزى ٧٢٣:٤/ ٢، والنجوم الزاهرة ٢٩٨:١٤، وفيه «وألا يتعرض السلطان لما يؤخذ من بندر جدة من عشور بضائع التجار الواصلة من الهند وغيره، وأن يكون ذلك جميعه لبركات المذكور». وبدائع الزهور ١٠٧:٢، وفيه «وأن السلطان لا يتعرض إلى بندر جدة ولا يأخذ من العشور شيئا».
(٢) السلوك للمقريزى ٧٢٦:٤/ ٢، والنجوم الزاهرة ٣٠٤:١٤.