للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكمين … الخ».

وهذا يؤيد ما ذهبت إليه من تفرد النجم بن فهد بالتاريخ للحقبة التي هي موضع الدراسة وأنه مصدر كل الكتب التي جاءت بعده وأرخت لهذه الحقبة.

وإن تاريخه لها كان نتيجة معاصرة ومعايشة، فإنه رأى وعلم من قرب ما يجري في مكة، وسمع، وكتب تفاصيل الأحداث ومجرياتها ومسبباتها، ونتائجها، ووجدنا عنده ما لم نجده عند غيره.

فإذا أضفنا إلى هذا اهتمام ابن فهد بعلوم الحديث رواية ودراية، متنا ورجالا وما يشترط في رواة الأحاديث من العدالة والضبط والصدق والخلو من العلل القادحة والرفع والإرسال، قطعنا بأنه اتبع المنهج الإسلامي في التحري والصدق، وأنه يستحق ما وصف به من الدقة والأتقان وصدق اللهجة، وتحري الأخبار والبعد بها عن العلل التي تطعن فيها، وكأنه كان يحرص على كتابه التاريخ بمنهج المحدثين ليكون ما يكتبه محل القبول، ويخرج بذلك عن دائرة من ذم بكتابه التأريخ، ودافع عنهم السخاوي بكتابه الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ.

وأيضا فإن النجم أعرض في حياته عن بني الدنيا ولم يزاحم الرؤساء ونحوهم ولم يتكالب على شغل وظيفة من الوظائف حتى يتحاشى إبعاده عنها عند قولة حق يقولها، أو لومة لائم يعلنها، لذلك فقد كان يكتب دون أن يخشى سطوة أمير، أو غضبة شريف،