للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو يجامل في الحق، أو ينسب المآثر لغير أصحابها أو يجرد الأفاضل من أسباب فضلهم، ولعل ما ذكره في أحداث سنة ٨٤٣ هـ (١٤٣٨ م) عند ما استصدر السلطان جقمق الفتوى من القضاة بجواز أخذ المكوس من تجارة الحاج، فعلق النجم على ذلك بقوله:

«إن هذا كله مكس محرم لا يحل تناوله ولا الأكل منه وإن الآكل منه فاسق لا تقبل شهادته لسقوط عدالته ولكن الهوى يعمي ويصم (١).

وفي سنة ٨٥١ هـ عند ما طلب مشد جدة من القائد قنيد الحسني أن يمسك له جماعة من التجار الشاميين والمجاورين بمكة

فلما علم التجار بذلك اختفى بعضهم وأقام باقيهم بالطواف.

ويعلق النجم في آخر سرده للخبر فيقول: «وأقاموا به-الطواف- وهم ملازمون باب الكعبة الشريفة والأعوان محيطون بهم من جوانب الحرم، ولم يجد التجار المذكورون لهم ناصرا من الخلق؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون» (٢).

ولعلاقة ابن فهد الطيبة مع أقرانه مؤرخي مصر جعلته يتبادل مع أكثرهم المعلومات التاريخية عن الأحداث الجارية بمصر ولها علاقة بالحجاز وبمكة على وجه الخصوص فترى أن ابن فهد يذكر ما جرى منه بمكة ويذكر مؤرخوا مصر ما جرى منه هناك.


(١) اتحاف الورى ٤:١٤٧
(٢) اتحاف الورى ٤:٢٦٦ - ٢٧١