للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقضاء الشافعية بمكة (١)، فلما كان في صبح يوم الأحد المذكور، اجتمعت القضاة: الحنفي والمالكي والحنبلي ونائب مكة القائد أحمد بن سعد الهندي (٢)، وأمير الترك أرنبغا، وغيرهم من الأعيان، وقريء الكتاب من الأمير سودون بولاية أبي اليمن، فحكم بين الناس.

فلما كان يوم السبت ثامن شعبان وصل دويدار الأمير سودون المحمدي وصحبته خلعتان. إحداهما لأمير مكة، والثانية للخطيب أبى اليمن النويري، ومراسيم خمسة لصاحب مكة، والأربعة القضاة، وكان الدوادار أرسل قاصدا من جدة إلى السيد بركات، بأن يحضر إلى مكة، فأرسل ابن أخيه شرعان بن أحمد بن موسى بن عجلان، فوصل يوم الثلاثاء حادي عشر الشهر، وألبس أبو اليمن خلعة، وقريء توقيعه، وهو مؤرخ بسادس عشر جمادى الأولى، وقريء أيضا تواقيع القضاة الثلاثة بالاستمرار.

ثم في صبح يوم الأحد سادس (٣) عشر شعبان وصل الأمير سودون المحمدي، وطاف وسعى، ثم عاد إلى الزاهر (٤) خارج


(١) زاد الدر الكمين: عوضا عن أبي السعادات بن ظهيرة.
(٢) سترد ترجمته ضمن وفيات سنة ٨٦٥ هـ.
(٣) في الاصول ثالث عشر، ولا يستقيم لكون الثلاثاء حادى عشر.
(٤) الزاهر: وهو على نحو ميلين من مكة على طريق التنعيم، وهو موضع على جانبي الطريق فيه أثر دور وبساتين وأسواق (رحلة ابن بطوطة ٨٨٠) وبه الآن مستشفى الملك عبد العزيز والتي اشتهرت بمستشفى الزاهر. -