للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حرّ بسموم محرق، وهلك معظم الجمال، بحيث مشى من لم يعتد المشي، ورمى الناس أمتعتهم؛ لعجزهم عن حملها، مع عسف أمراء الركب، فكانت رجعتهم مشقة؛ لما نزل بها من أنواع البلاء (١).

ووصل صحبة الحاج إلى مكة المشرفة مرسوم يتضمن إعفاء السيد بركات من تقبيل خفّ جمل المحمل، فشكر هذا من فعل السلطان، وألا يؤخذ من التجار الواردين في البحر إلى جدة سوى العشر فقط، ويؤخذ صنف المال من كل عشرة واحد، وأن يبطل ما كان يؤخذ سوى العشر من رسوم المباشرين ونحوهم، فكان هذا من جميل ما فعل، وأن يمنع الباعة من المصريين الذين سكنوا مكة، وجلسوا بالحوانيت في المسعى، وحكروا المعاش، وتلقوا الجلب، وأن يخرجوا من مكة، فشكر ذلك أيضا؛ لأن هؤلاء البياعين (٢) كثر ضررهم، وبقوا بحماية المماليك لهم، فغلّوا في الأسعار، وأحدثوا بمكة ما لم يعهد بها، وعجز الحكام عن منعهم؛ لتقوية المماليك المجردين لهم، مما يأخذونه من المال (٣).


(١) السلوك ٢٠١:٤/ ٣، ٢٠٢، ودرر الفرائد ٣٢٨.
(٢) كذا في الأصول. وفي السلوك ١١٩٣:٤/ ٣ وغاية المرام فى ترجمة السيد بركات بن حسن بن عجلان (الباغين).
(٣) الخبر بتمامه في السلوك ١١٩٣:٤/ ٣، وغاية المرام ترجمة السيد بركات بن حسن بن عجلان. وانظر درر الفرائد ٣٢٨.